في تطور صاعق هز عالم كرة القدم، سجل النرويجي إرلينغ هالاند هدفه رقم 19 في 17 مباراة فقط - رقم خرافي يعيد تعريف مفهوم الهداف الكامل - قائداً مانشستر سيتي لاعتلاء قمة الدوري الإنجليزي مؤقتاً بعد فوز ساحق على وست هام يونايتد 3-صفر. نقطة واحدة فقط تفصل الآن بين حلم اللقب وكابوس الخسارة، بينما يستعد آرسنال لمواجهة لحظة الحقيقة أمام إيفرتون في اختبار قد يحسم مصير الصدارة.
على ملعب الاتحاد الذي اهتز من الفرحة مع كل لمسة لهالاند، قدم النجم النرويجي عرضاً سينمائياً بتسجيله الهدفين الأول والثالث في الدقيقتين الخامسة والـ69. "هالاند آلة تسجيل حقيقية لا تتوقف"، قال محمد الشامي، مشجع سيتي من الكويت وهو يرتجف من الإثارة. بمعدل هدف كل 5.3 دقائق لعب، هالاند يحطم كل التوقعات ويذكرنا بأيام رونالدو ومسي في ذروة العطاء، بينما أضاف الهولندي تيغاني ريندرز الهدف الثاني ليكمل مأساة وست هام.
كما فعل أغويرو في 2012 عندما كتب التاريخ بهدفه الشهير، يعيد هالاند تعريف القوة الهجومية في الدوري الأصعب عالمياً. خلف هذا الانتصار الساحق تقف عبقرية بيب غوارديولا التكتيكية التي حولت سيتي إلى ساعة سويسرية دقيقة في الهجوم، فيما يعاني وست هام من أزمة ثقة عميقة تضعه في المركز الـ18 برصيد 13 نقطة. "سيتي المرشح الأول للقب هذا الموسم بلا شك"، أكد د. سامي الرياضي، المحلل الكروي المختص، مشيراً إلى أن الفارق الضئيل مع آرسنال يعكس حدة المنافسة الاستثنائية.
بينما تغرق مدينة مانشستر في حالة هيستيريا جماعية احتفالاً بالصدارة المؤقتة، يعيش ملايين المشجعين حول العالم على وقع كل مباراة في صراع قد يمتد حتى الجولة الأخيرة. "قلبي محطم، الفريق يلعب وكأنه استسلم"، قال أحمد المصري، مشجع وست هام من القاهرة، معبراً عن مأساة فريق يقف على بُعد 5 نقاط فقط من منطقة الأمان. الأسابيع القادمة ستشهد معارك نارية قد تعيد ترتيب الأوراق تماماً، خاصة مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية التي قد تغير موازين القوى.
مع رفع سيتي رصيده إلى 37 نقطة والتقدم بنقطة واحدة على آرسنال، تبدأ مرحلة جديدة من الصراع المحتدم على اللقب. الجماهير مدعوة لمتابعة مباراة آرسنال وإيفرتون اليوم - لحظة حاسمة قد تعيد تشكيل خريطة الصدارة. هل سيحتفظ سيتي بالصدارة ويحقق هالاند رقماً قياسياً جديداً، أم أن مفاجآت الدوري الإنجليزي الشهيرة لم تنته بعد؟
