في تطور صادم هز قلوب ملايين المتابعين عبر الخليج العربي، أعلنت مصادر سعودية عن وفاة مبارك الدوسري، الشهير بـ"أبو بشت"، عن عمر 35 عاماً فقط. هذا الشاب الذي نجح في أن يكون حقيقياً 100% في عصر المحتوى المزيف، ترك فجأة ملايين القلوب تنكسر بينما كانت تنتظر فيديوهه التالي بلهفة.
سارة المتابعة من الرياض، 28 عاماً، تقول بصوت مكسور: "كان يضيء يومي بفيديوهاته، فقدنا صوتاً إيجابياً نادراً". الخبر انتشر بسرعة البرق عبر منصات التواصل، حيث تصدر اسم الراحل سناب شات وإكس، وغمرت موجة من التعازي والدعوات المنصات الرقمية. أحمد، زميل في صناعة المحتوى، يضيف بحزن عميق: "علمنا كيف نكون أصلاء في عالم رقمي مزيف".
مبارك الدوسري لم يكن مجرد صانع محتوى عادي، بل كان ظاهرة ثقافية فريدة نجحت في ربط عمق التراث السعودي بالمحتوى الرقمي الحديث. اشتهر بارتدائه المستمر للبشت السعودي التقليدي، ذلك الزي الأسود الذي صار علامته التجارية التي لا تُنسى. د. فهد، المتخصص في الإعلام الرقمي، يؤكد: "مبارك نجح في خلق نموذج فريد يجمع بين الأصالة والمعاصرة". مسيرته التي بدأت بفيديوهات بسيطة على سناب شات، تطورت لتشمل سلسلة "أبو بشت لها حكاية" وبودكاست مطرقة، تاركاً بصمة واضحة في الذاكرة الرقمية.
ما يزيد الألم أن سبب الوفاة ما زال مجهولاً، حيث لم تصدر أي جهة رسمية أو عائلية بياناً محدداً. هذا الغموض أثار تساؤلات وقلقاً واسعين على منصات التواصل، بينما أشارت تقارير غير رسمية إلى احتمالية أزمة صحية مفاجئة. خالد، صديق الطفولة، يتذكر بحنين: "كان نفس الشخص المرح والطيب منذ الصغر، لم تغيره الشهرة". هذا الفقدان المفاجئ يذكرنا بهشاشة الحياة وأهمية تقدير من يضيفون البهجة لأيامنا.
اليوم، بينما تستعد الرياض لوداع أبي بشت في مسجد الأمير فهد بن محمد، يبقى السؤال المؤلم: هل سنتذكر الدرس؟ هل سنقدر صناع المحتوى الإيجابيين من بيننا قبل أن نفقدهم؟ رحل مبارك تاركاً إرثاً من الضحكات الصادقة والمحتوى النقي، مذكراً إيانا أن 35 عاماً فقط قد تكون كافية لترك أثر خالد في قلوب الملايين.
