في تطور مخيف هز أرجاء المملكة، تحولت الرؤية من طبيعية إلى صفر تام خلال دقائق معدودة، حيث يزحف جدار ترابي بارتفاع مئات الأمتار نحو المدن السعودية الآن. المركز الوطني للأرصاد أصدر تحذيراً عاجلاً: لا تغادر منزلك إلا للضرورة القصوى، فالعاصفة الترابية المرعبة تبتلع الشوارع والمباني بشكل كامل، مخلّفة مشاهد تحبس الأنفاس.

انخفضت الرؤية الأفقية إلى أقل من 100 متر في المناطق المتأثرة، مما يعني زيادة بنسبة 300% في حوادث الطرق خلال العواصف الترابية. أحمد الرشيد، سائق توصيل من الرياض، يروي لحظاته المرعبة: "توقفت في منتصف الطريق لأنني لا أستطيع رؤية السيارة التي أمامي، كان الأمر كالعيش داخل غيمة بنية كثيفة." صوت الرياح القوية وصفير الغبار يملأ الأجواء، بينما تتحرك السيارات بسرعة السلحفاة وسط أضواء الطوارئ التي تخترق الظلام الترابي.

هذه العاصفة تُعتبر الأقوى منذ عاصفة 2018 التي شلّت الحركة لأيام كاملة، حيث تحمل الرياح الغبار بقوة الإعصار عبر الطبيعة الصحراوية للمنطقة. د. عبدالله السعيد، خبير الأرصاد الجوية، يحذر: "الوضع خطير ويتطلب حذراً شديداً، فالتيارات الهوائية القوية والتغيرات الجوية الموسمية خلقت عاصفة استثنائية." الخبراء يتوقعون تحسناً تدريجياً خلال 24-48 ساعة، لكن الخطر ما زال قائماً.

تأثير العاصفة وصل إلى قلب الحياة اليومية، حيث تعطلت خطط الآلاف وأُجلت المواعيد المهمة، بينما تزايدت بنسبة 40% حالات الطوارئ التنفسية في المستشفيات. فاطمة المالكي، ممرضة في أحد المستشفيات، أصبحت بطلة عندما ساعدت عائلة عالقة على الطريق للوصول بأمان للعلاج. محمد العتيبي، شاهد عيان، وصف الغبار: "كثيف لدرجة أنني لا أستطيع رؤية يدي أمام وجهي، طعم التراب يملأ فمي ورائحته الجافة في كل مكان."

السلطات تؤكد على ضرورة البقاء في الأماكن الآمنة واستخدام الأقنعة الواقية، مع إغلاق النوافذ واستخدام أجهزة تنقية الهواء. التحديثات مستمرة عبر الحسابات الرسمية للأرصاد، والتحسن متوقع تدريجياً مع انحسار الرياح القوية. السؤال الآن: هل أنت مستعد لمواجهة الطبيعة عندما تُظهر قوتها الحقيقية؟