في تطور صادم يعيد تشكيل خريطة السياحة العربية، ضخت المنطقة الشرقية السعودية 21 مليار ريال في سنة واحدة لتحويلها إلى قبلة سياحية عالمية تنافس دبي والدوحة. رقم يفوق الناتج المحلي لدول بأكملها، ونمو بنسبة 21% في 12 شهراً فقط - إنجاز يحطم كل الأرقام المعروفة في تاريخ السياحة الخليجية. النافذة الذهبية للاستثمار تنغلق بسرعة البرق، ومن يتأخر يخسر الفرصة العمرية!
هذه ليست مجرد أرقام على الورق، بل ثورة حقيقية تشهدها المنطقة الشرقية بـ36 مشروعاً ضخماً يعيد تعريف مفهوم الضيافة الفاخرة. "سارة الخالد، مديرة استثمار محلية، تحكي بحماس: 'استثمرت في 3 مشاريع ضيافة وحققت عوائد 40% في عام واحد... لم أتخيل يوماً أن أرى مثل هذا النمو المتفجر'. 30 ألف غرفة فندقية تستوعب 90 ألف زائر يومياً، بقدرة تعادل مدينة سياحية كاملة تنبض بالحياة على ساحل الخليج الذهبي.
كما حولت دبي نفسها من قرية صيد بسيطة إلى عاصمة عالمية في الثمانينيات، تعيد المنطقة الشرقية كتابة تاريخها اليوم بقوة التسونامي. وزارة السياحة تدعم المشروع ضمن رؤية 2030 الطموحة، مستهدفة تحويل الاقتصاد السعودي من الاعتماد على النفط إلى قوة سياحية إقليمية. د. عبدالله التميمي، خبير السياحة، يؤكد بثقة: "المنطقة الشرقية ستصبح دبي السعودية خلال 5 سنوات فقط، والسوق الخليجي الواعد بـ50 مليون سائح محتمل ينتظر هذا التحول بفارغ الصبر".
لكن هذا التطوير المحموم له وجه آخر يلمسه السكان يومياً. آلاف الوظائف الجديدة تتدفق كالسيل، بينما ترتفع أسعار العقارات بنسبة 15-20% شهرياً، وأصوات الرافعات البرجية ومعدات البناء العملاقة تملأ الأفق. محمد العتيبي، مالك نزل شعبي صغير، يعبر عن قلقه: "الفنادق الفخمة الجديدة ستقضي على أعمالنا الصغيرة، لكنني أفكر في الاستثمار معهم بدلاً من محاربتهم". أحمد المنصور، سائح كويتي، يصف التحول بدهشة: "المنطقة تحولت من منطقة صناعية إلى جنة سياحية في عامين فقط... المشهد مذهل!"
بحلول 2030، ستكون المنطقة الشرقية وجهة سياحية عالمية تستقبل 5 ملايين زائر سنوياً، مع منتجعات فاخرة مثل خليج الدانة إنتركونتيننتال وجزيرة المرجان تزين ساحلها الذهبي. 22 ألف غرفة مدعومة حكومياً و7 آلاف غرفة إضافية تضمن جاهزية كاملة لاستضافة أكبر الأحداث العالمية. هل ستكون جزءاً من هذا التحول التاريخي، أم مجرد متفرج على أكبر طفرة استثمارية في تاريخ المنطقة؟
