في خطوة صاعقة هزت عالم الكرة العربية، أنفق النادي الأهلي 10 ملايين يورو خلال 48 ساعة لضم النجم البرازيلي ريكاردو ماتياس، بينما اتخذ قراراً صادماً بطرد المحترف ماتيو دامس نهائياً من صفوف الفريق. رقم فلكي يعادل مرتبات 50 موظفاً مصرياً لمدة 10 سنوات كاملة، في صفقة تعيد تشكيل خريطة الكرة الآسيوية بالكامل.

اللحظات الحاسمة بدأت عندما وقع ماتياس عقده في مشهد درامي شهده مقر النادي، بينما كان ماتيو دامس يودع زملاءه في صمت مؤلم. "هذا الاستثمار سيغير وجه الكرة الآسيوية" - هكذا علق مصدر رفيع في إدارة الأهلي وهو يشاهد التوقيع التاريخي. أحمد السيد، جمهوري أهلاوي منذ 30 عاماً، لم يستطع إخفاء حزنه: "قلبي محطوم على رحيل دامس قبل أن نراه يتألق حقاً، لكن الأهلي يعرف ما يفعل."

خلف الكواليس، كانت المفاوضات مع إنتر ناسيونال البرازيلي تشبه معركة حقيقية استمرت أسابيع. د. محمد الطاهر، المحلل الرياضي المخضرم، يصف الوضع: "مثل صفقة محمد صلاح إلى ليفربول، هذه استراتيجية طويلة المدى تهدف لتغيير الحمض النووي للفريق." ريكاردو ماتياس، هداف الدوري البرازيلي بـ15 هدفاً، يحمل على كتفيه أحلام ملايين الأهلاوية وضغط التوقعات الجنونية.

لكن التوقيت يبدو قاسياً بشكل استثنائي. خلال أقل من 10 أيام، سيواجه الأهلي امتحان النار ضد الشرطة العراقي في دوري الأبطال الآسيوي، بينما يغيب 3 من أهم نجوم الفريق - محرز وكيسيه وميندي - بسبب كأس أمم أفريقيا. الجماهير محاصرة بين الخوف من ضعف الخط الخلفي والحماس لرؤية السحر البرازيلي. مراد علي، مشجع من الإسكندرية، يعبر عن قلق الآلاف: "60% من دفاعنا غائب، والهجوم الجديد لم نختبره بعد... هل هذا أفضل توقيت للمغامرة؟"

الرهان جريء والمخاطر عالية. الأهلي يراهن على أن الاستثمار في الموهبة البرازيلية سيعيده لعرش آسيا بعد سنوات من الانتظار. ريكاردو ماتياس أصبح كالسيف الجديد في يد محارب عجوز يعرف متى وكيف يقاتل. لكن السؤال المحوري يبقى: هل سيحمل هذا السيف البرازيلي لقب آسيا المنشود، أم أن ثقل التوقعات سيحطم الحلم قبل أن يبدأ؟