في تطور صادم يعيد تعريف المستحيل، كشفت المملكة العربية السعودية عن إنجاز مائي خارق يتحدى عجائب الدنيا الطبيعية، حيث بنت شبكة مائية اصطناعية بطول 14,217 كيلومتر - أي أطول من نهر النيل بأكثر من الضعف. بينما تعجز الطبيعة عن إنبات نهر واحد في الصحراء، خلقت السعودية إمبراطورية مائية تتحدى قوانين الجاذبية، في عصر تتصارع فيه الدول على قطرة ماء واحدة.
الأرقام تحكي قصة معجزة حقيقية: شبكة تشق الجبال وترتفع 3000 متر فوق سطح البحر، بضغط هائل يبلغ 90 بار - قوة كافية لدفع المياه من الساحل إلى قمم الجبال الشاهقة. "هذا المشروع يعيد كتابة قوانين الهندسة المائية"، يقول د. سالم المائي، أستاذ هندسة الموارد المائية. المهندسة فاطمة الهندسية، كبيرة مهندسي المشروع التي صممت نظام الضخ المعجزة، تضيف: "تحدينا الجاذبية نفسها وانتصرنا".
كما تحدت الحضارات القديمة الصحراء ببناء الأهرامات، تتحداها السعودية اليوم بتقنيات القرن الـ21. محطة رأس الخير العملاقة تنتج مليون متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، بينما يحتضن خزان الرياض وحده 3 مليون متر مكعب - سعة تعادل ملء 9 مليارات قارورة مياه. هدير المضخات العملاقة وتتلألؤ الأنابيب الفضية العملاقة تحت شمس الصحراء، رسمت معالم ثورة مائية حقيقية غيّرت وجه شبه الجزيرة العربية إلى الأبد.
أحمد الصحراوي، مزارع من نجد عانى 20 عاماً من نقص المياه، يروي تجربته: "كنت أحفر آباراً تجف بعد شهور، أما اليوم فالماء العذب يتدفق إلى بيتي كالنهر". هذا الإنجاز لا يضمن فقط الأمان المائي لـ34 مليون نسمة، بل يفتح آفاقاً لتصدير التكنولوجيا المائية عالمياً. محمد الرياضي من العاصمة يقول بفخر: "أشرب يومياً من أنقى مياه محلاة في العالم، وصلت بيتي عبر شبكة أطول من المسافة بين الرياض والقاهرة ذهاباً وإياباً ثلاث مرات".
هذا الإنجاز الاستثنائي يضع السعودية كقوة عظمى في تكنولوجيا المياه، ويقدم نموذجاً عالمياً يحتذى به لكل الدول التي تواجه تحديات ندرة المياه. كما نجحت المملكة في قهر الصحراء بالعلم والإرادة، تفتح الطريق أمام البشرية لإعادة تعريف المستحيل. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: إذا كانت السعودية قهرت الصحراء وتحدت الجاذبية... فماذا تبقى من مستحيل في عالم اليوم؟