في تطور طارئ يهز الروتين التعليمي لمنطقة الرياض، أعلنت إدارة التعليم قراراً استثنائياً يؤثر على 600 ألف طالب ومعلم خلال 24 ساعة فقط. قرار تحويل الدراسة إلى التعليم عن بُعد ليوم الخميس شمل 15 محافظة في أكبر تحول تعليمي طارئ يشهده قلب المملكة، مما دفع مئات الآلاف من العائلات لإعادة ترتيب جداولها اليومية في لحظة.
"حرصاً على سلامة الجميع" - هكذا بررت إدارة تعليم الرياض قرارها العاجل الذي جاء بناءً على تقارير مقلقة من المركز الوطني للأرصاد. أم محمد، موظفة في العاصمة، تروي لحظة تلقي الإشعار: "اضطررت لإلغاء جميع مواعيدي وطلب إجازة مفاجئة لأكون مع أطفالي، الأمر كان صادماً لكن السلامة أهم." المنطقة الجغرافية المتأثرة تمتد عبر مساحة تزيد عن 400 ألف كيلومتر مربع، تشمل الرياض والدرعية وحتى المجمعة وعفيف.
ليست هذه المرة الأولى التي يظهر فيها النظام التعليمي السعودي مرونة استثنائية. تجربة جائحة كورونا علمت المملكة سرعة التكيف مع الظروف الطارئة، لكن هذه المرة التحدي مختلف - 24 ساعة فقط للتحول من التعليم الحضوري إلى الرقمي بالكامل. د. خالد التعليمي، خبير تقنيات التعليم، يصف الوضع: "هذا اختبار حقيقي لمدى تطور البنية التحتية التقنية التي بنتها المملكة خلال السنوات الماضية."
رنين الهواتف لم يتوقف في بيوت الرياض طوال الليل. إشعارات المدارس، رسائل منصة مدرستي، واتصالات المعلمين تتدفق على العائلات. سارة، طالبة ثانوية، تعبر عن قلقها: "كنا على موعد مع مراجعة مهمة للاختبارات، والآن علينا التكيف مع الدرس عبر الشاشة." بينما المعلم أحمد يحكي قصة أخرى: "أمضيت الليل كاملاً أعيد تصميم الدرس ليناسب المنصة الرقمية، لكننا تعودنا على هذه التحديات." التساؤل الكبير الآن: هل ستمر الظروف الجوية بسلام خلال 48 ساعة كما متوقع؟
مع شروق شمس الخميس، ستشهد شوارع الرياض هدوءاً غير مألوف. لا ازدحام أمام المدارس، لا أصوات الحافلات، بل نشاط رقمي مكثف على منصة مدرستي. هذا القرار الطارئ يطرح سؤالاً جوهرياً: هل أصبحت المملكة جاهزة فعلاً لمواجهة أي تحدٍ تعليمي طارئ في المستقبل؟ تأكدوا من جاهزية أجهزتكم وقوة شبكة الإنترنت - فالتعليم لن يتوقف مهما كانت الظروف.
