في تطور صادم يهز أركان الكرة المصرية، يستعد الزمالك لمواجهة أخطر أزمة إصابات منذ كارثة موسم 2018، حيث تملأ رائحة المراهم الطبية غرفة خلع الملابس في القلعة البيضاء. خلال 72 ساعة فقط من الراحة القصيرة، يجد العملاق الأبيض نفسه في مواجهة مصيرية مع القدر، بينما يغيب سلاحان أساسيان عن ترسانته القتالية قبل لقاء حرس الحدود في 20 ديسمبر.
وسط أجواء متوترة تسيطر على ستاد الكلية الحربية، يواصل نبيل عماد دونجا وأحمد ربيع برنامجهما التأهيلي بعيداً عن التدريبات الجماعية، فيما يرفض المدير الفني أحمد عبد الرؤوف المجازفة مؤكداً أن الحذر أولوية قصوى. محمد الجماهيري، مشجع زملكاوي منذ 20 عاماً، يعبر عن قلقه المتصاعد قائلاً: "نعيش كابوساً حقيقياً مع كل إصابة لنجوم الفريق، خاصة في هذا التوقيت الحرج." إصابة دونجا في الرباط الداخلي للركبة وإصابة أحمد ربيع في العضلة الضامة تعيدان شبح الذكريات المؤلمة.
تاريخياً، عانى الزمالك من أزمات إصابات مشابهة كلفته بطولات مهمة، خاصة في موسم 2018 الكارثي حين فقد ركائز أساسية في اللحظات الحاسمة. د. أحمد النجار، طبيب رياضي متخصص، يحذر بوضوح: "التسرع في العودة قد يحول الإصابة البسيطة إلى كارثة تنهي الموسم بأكمله." التعادل المؤلم 3-3 أمام كهرباء الإسماعيلية بعد تقدم ثلاثي يزيد الضغط على البدائل المطالبين بالتعويض الفوري.
بينما ينتظر ملايين المشجعين أخبار نجومهم بقلق بالغ، تتأثر حياتهم اليومية بكل تطور طبي جديد. عبد الله المدرب، الذي حضر التدريبات الأخيرة، يصف المشهد بصراحة: "الزمالك بدون دونجا وأحمد ربيع كالسيارة بدون محركها القوي، والجميع يدرك صعوبة المهمة القادمة." عودة محمد عواد ومحمود حمدي الونش من صفوف المنتخب قد توفر بعض الأمل، لكن السؤال الملح يبقى حول قدرتهما على تحمل العبء الإضافي في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
مع اقتراب موعد المواجهة المصيرية، يقف الزمالك على مفترق طرق حاسم بين فرصة ذهبية للبدائل لإثبات أنفسهم، أو كارثة محققة تهدد طموحات الموسم بأكمله. الأيام القادمة ستكشف قدرة القلعة البيضاء على النهوض من عاصفة الإصابات، فيما تبقى الجماهير في انتظار قلق لمعرفة مصير أبطالها. هل سينجح الزمالك في تجاوز هذا الامتحان الصعب، أم ستكون هذه الأزمة القشة التي تقصم ظهر البعير؟
