في أقل من 24 ساعة، حوّل منشور من 7 كلمات إعلامياً أردنياً محبوباً إلى متهم بالخيانة، وأشعل جدلاً عارماً وصل إلى أعماق الهوية الوطنية! "برامكة آخر الزمان" - تعبير لم نسمعه منذ عقود عاد ليهز وسائل التواصل الاجتماعي بقوة زلزال، والسؤال الذي يشغل الملايين الآن: أين تنتهي الوطنية وتبدأ الأخوّة العربية؟
نجم الدين الطوالبة، الإعلامي الأردني المعروف، انفجر غضباً في مواجهة إعلامية حادة مع منتقديه عبر فيديو مؤثر هز الأوساط الإعلامية. "أنا رضعت أردنيتي مع حليب طفولتي، وأردنيتي بحجم أردنية وصفي التل وحابس المجالي" - عبارة ستبقى محفورة في ذاكرة الجمهور العربي، بينما انهالت عليه آلاف التعليقات الغاضبة في ساعات قليلة. أحمد، متابع أردني من عمّان، عبّر عن شعوره بالخيانة قائلاً: "كيف يمكن لإعلامي أردني أن يقول إنه سعودي الهوى؟"
الجدل انطلق من منشور بسيط "أنا أردني المولد وسعودي الهوى" كتبه الطوالبة أثناء متابعة المباراة بين المنتخبين الشقيقين، لكنه سرعان ما تحوّل إلى عاصفة حقيقية كشفت عمق التوترات حول مفاهيم الولاء والانتماء. د. محمد الجوارنة، خبير العلاقات الخليجية، يؤكد: "العلاقات بين الشعبين أعمق من أي منافسة رياضية، والتاريخ يشهد على ترابط وثيق يمتد لعقود." الحدث يذكّرنا بجدل مشابه في الخمسينات حول انتماءات المثقفين العرب، عندما كان التعبير عن الحب للأشقاء يُفسّر كخيانة للوطن.
في البيوت والمقاهي الأردنية، احتدم النقاش حول معنى الوطنية الحقيقية، بينما انقسم الشارع بين مؤيد يرى في موقف الطوالبة شجاعة وصدقاً، ومعارض يعتبره خطاً أحمر لا يجب تجاوزه. فاطمة، إعلامية سعودية، دافعت عن حق الطوالبة في التعبير قائلة: "الحب لا يُقسّم القلوب، بل يوحّدها." النتائج المتوقعة تشير إلى مراجعة شاملة لطريقة تعامل الشخصيات العامة مع القضايا الحساسة، وفرصة ذهبية لحوار وطني عميق حول الهوية والانتماء في عصر متغير.
عاصفة إعلامية حقيقية كشفت الستار عن انقسام عميق حول مفهوم الوطنية، وطرحت تساؤلات جوهرية حول مستقبل العلاقات العربية. الحاجة باتت ملحة لحوار هادئ ومسؤول يعيد تعريف هذه المفاهيم الحساسة دون تشنج أو اتهامات. السؤال الأكبر الذي يواجهنا جميعاً: هل تتسع الوطنية الحقيقية للحب العربي الصادق، أم أن الولاء لا يقبل القسمة على اثنين؟