في تطور صادم هز أوساط مربي الإبل، أصدر نادي الإبل قراراً تاريخياً بفرض غرامة مالية مدوية قدرها 5 ملايين ريال على المشارك تركي بن سعود بن نايف آل حثلين، مع حرمانه من المشاركة لمدة خمس سنوات كاملة. شريحة إلكترونية صغيرة كلفت صاحبها مبلغاً يكفي لشراء 20 سيارة فارهة أو راتب موظف متوسط لمدة 15 عاماً، في عقوبة قاسية لم تشهدها مهرجانات الإبل من قبل.
وكشف التحقيق أن المخالفة تمثلت في استخدام شريحتين إلكترونيتين لمُلّاك مختلفين في تحايل متعمد على أنظمة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل. "لاحظت شيئاً غريباً في الشرائح الإلكترونية ذلك اليوم"، يروي أحمد المطيري، أحد المشاركين في المهرجان، مضيفاً أن الأمر بدا وكأن "هوية مزيفة تُستخدم في امتحان جامعي، لكن الثمن هنا أغلى بملايين المرات". خالد البدوي، مربي إبل من الرياض، عبر عن إحباطه قائلاً: "فقدت فرصة الفوز بسبب المنافسة غير العادلة، لكن القرار أعاد لنا الثقة".
هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها مسابقات التراث قضايا غش مماثلة، فقد شهدت سباقات الخيل العالمية فضائح استخدام المنشطات كلفت أصحابها ملايين الدولارات. لكن ما يميز هذا القرار هو صدوره في النسخة العاشرة للمهرجان، مما يعني أن المخالفة حدثت في ظل نظام رقابة محكم طُوّر عبر عقد كامل من الخبرة. د. محمد الصحراوي، خبير تراث الإبل، يؤكد: "هذا القرار يحمي مستقبل التراث السعودي ويرسل رسالة واضحة أن لا مكان للغش في بيت التراث".
تأثيرات هذا القرار تتجاوز حدود المهرجان لتصل إلى الحياة اليومية لمجتمع مربي الإبل، حيث ارتفعت أسعار الإبل الأصيلة فوراً، بينما تسارع المشاركون الآخرون لمراجعة أوراقهم خوفاً من مصير مماثل. القرار الصارم فتح الباب أمام المشاركين الشرفاء للمنافسة بعدالة أكبر، لكنه في الوقت نفسه أثار مخاوف من تشديد مفرط قد يردع المشاركة المشروعة. "الغرامة تعادل ثمن 50 ناقة أصيلة من أفضل السلالات"، يعلق د. عبدالله النعيمي، رئيس اللجنة القانونية، مشدداً على أن "العدالة لا تقبل المساومة مهما كانت الضغوط".
بهذا القرار الحاسم، يدخل مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل عصراً جديداً من النزاهة والشفافية، مرسلاً رسالة واضحة أن التراث السعودي العريق محمي بحزم القانون. على المشاركين الآن مراجعة أوراقهم بعناية فائقة، وعلى مجتمع المربين دعم هذا التوجه لحماية مستقبل الرياضة التراثية. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيكون هذا القرار نهاية عصر الغش في مهرجانات التراث، أم بداية لحرب أكثر تعقيداً بين المنظمين والمتحايلين؟