في لحظة لن ينساها سكان المنطقة الشرقية، اهتزت الأرض تحت أقدامهم في تمام الساعة 1:11 فجراً، مسجلة هزة أرضية بقوة 4 درجات على مقياس ريختر - قوة كافية لإيقاظ آلاف النائمين وتحريك الأثاث في المنازل. الهزة التي ضربت المنطقة على بُعد 9 كيلومترات فقط شرق مدينة حرض، حولت هدوء الليل إلى لحظات قلق مفاجئة، في تذكير صارخ بقوة الطبيعة غير المتوقعة.
أم سارة، 45 عاماً من حرض، تروي لحظات الرعب: "استيقظت على صوت اهتزاز الأثاث، شعرت وكأن المنزل يتأرجح، خفت على أطفالي النائمين". المشهد تكرر في مئات المنازل خلال ثوانٍ معدودة، حيث رصدت الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية الحدث بدقة متناهية. سالم العتيبي، حارس ليلي شاهد الحدث: "شعرت بالأرض تهتز تحت قدمي، نظرت للمباني حولي وكانت تتأرجح قليلاً - مشهد لن أنساه".
الهزة التي وقعت صباح الأربعاء 17 ديسمبر 2025، تأتي ضمن النشاط التكتوني الطبيعي للمنطقة الشرقية، التي تقع على منطقة جيولوجية نشطة. د. محمد الحربي، خبير جيولوجي: "الهزة ضمن المعدل الطبيعي للمنطقة، لكنها تذكرنا بأهمية الاستعداد الدائم". الطاقة المنبعثة من الهزة تعادل انفجار 1000 كيلوغرام من المتفجرات, وانتشرت الموجات الزلزالية بسرعة 8 كيلومترات في الثانية - أسرع من الصوت بمراحل.
التأثير لم يقتصر على اللحظة الآنية، بل امتد ليشمل زيادة الوعي بخطط الطوارئ العائلية وضرورة الاستعداد للمواقف الطارئة. العديد من الأسر بدأت بمراجعة حقائب الطوارئ وتحديد نقاط الإخلاء الآمنة، بينما شهدت خدمات الطوارئ زيادة في الاستفسارات حول إجراءات السلامة. المهندس أحمد الغامدي، خبير الرصد الزلزالي الذي كان يراقب الشاشات لحظة وقوع الهزة: "أرسلنا التحذيرات فوراً، نظامنا يعمل بكفاءة عالية على مدار الساعة".
هيئة المساحة الجيولوجية السعودية تؤكد استمرارها في مراقبة الوضع وتحديث الجمهور بأي مستجدات، مشددة على أهمية استقاء المعلومات من المصادر الرسمية فقط. الخبراء يتوقعون احتمالية حدوث هزات ارتدادية خفيفة خلال الأيام القادمة، مع التأكيد على أن مثل هذا النشاط طبيعي في منطقة تشهد حركة تكتونية مستمرة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت وأسرتك مستعدون للهزة القادمة؟ الطبيعة لا تحذر مسبقاً، لكن الاستعداد الصحيح يحمي الأرواح والممتلكات.
