في تطور مثير يشعل القلوب المصرية، تبقت ساعات قليلة فقط على المواجهة النارية التي ستجمع منتخب مصر بنيجيريا في البروفة الأخيرة قبل رحلة الأحلام إلى المغرب. 7 ألقاب إفريقية تفصل الفراعنة عن تحقيق رقم قياسي جديد لن يُكسر لعقود، بينما يترقب 50 مليون قلب عربي هذا الاختبار الحاسم الذي قد يحدد مصير حلم اللقب الثامن التاريخي.
على أرض استاد القاهرة الدولي، يستعد منتخب مصر بقيادة حسام حسن لخوض آخر اختبار حقيقي قبل السفر للمغرب. أحمد المصري، عامل من الجيزة، يروي بصوت مرتجف: "من سنة 2010 وأنا بستنى اللقب ده، كل بطولة أقول السنة دي هي السنة". النسور النيجيرية تأتي كقوة لا يُستهان بها، حاملة معها سرعة تشبه سرعة الفهد الصياد، بينما يجب على الدفاع المصري أن يكون مثل الحصن المنيع الذي لا يُخترق.
خلف هذه المواجهة تقف قصة طويلة من الانتظار والأحلام المؤجلة. 15 عاماً مرت منذ آخر إنجاز كبير، وكما فعلت مصر في 2006 عندما توّجت بالبطولة على أرضها، اليوم قد تكون البداية لنسخة جديدة من المعجزة. الكابتن محمود الصغير، نجم الأهلي السابق، يؤكد بثقة: "الجيل ده قادر على تحقيق المعجزة، عندنا لاعيبة تقدر تحقق أي حاجة"، بينما يحذر د. عماد النحاس: "نيجيريا اختبار حقيقي، لازم نكون جاهزين لأي مفاجآت".
هذه الليلة ستشهد شوارع مصر مشهداً استثنائياً، حيث ستقل حركة المرور، وتمتلئ المقاهي، وتتجمع العائلات أمام الشاشات في انتظار اللحظة الحاسمة. مريم من الإسكندرية تقول بحماس: "البيت كله هيقعد قدام التلفزيون، حتى الأطفال عارفين إن ده ماتش مهم". المباراة أكثر من مجرد 90 دقيقة - إنها فرصة لاختبار القوة الحقيقية، واكتشاف المواهب الشابة، ورفع معنويات الفريق قبل المعركة الكبرى في المغرب.
مباراة واحدة، 90 دقيقة، اختبار أخير قبل رحلة الأحلام نحو اللقب الثامن. المغرب ينتظر، والتاريخ يراقب، ومصر تحلم باستعادة العرش الإفريقي بعد غياب طال كثيراً. الليلة، عندما تدوي صفارة البداية في تمام الساعة الثامنة مساءً، ستبدأ الإجابة على السؤال الذي يؤرق ملايين المصريين: هل ستكون ليلة 16 ديسمبر بداية حلم جديد، أم مجرد مباراة أخرى في سلسلة الآمال المؤجلة؟
