في إنجاز تاريخي يعيد رسم خارطة التميز الحضري في المملكة، حققت مدينة الخبر المعجزة وتصدرت جميع مدن المملكة في مؤشر جودة الحياة لعام 2025، بينما احتلت الدمام المرتبة الرابعة، في نتيجة فاجأت الجميع وأثبتت أن المنطقة الشرقية باتت جوهرة التطوير الحضري السعودي الجديدة.
المهندس فهد بن محمد الجبير، أمين المنطقة الشرقية، لم يخف فخره وهو يعلن: "هذا إنجاز وطني يُجسّد كفاءة التخطيط الحضري والتنمية المستدامة". النتائج تكشف عن نجاح استثنائي لمدينتين من نفس المنطقة في اكتساح المراكز المتقدمة، وسط منافسة شرسة مع عمالقة المدن السعودية. أحمد السعيدي، المقيم بالخبر منذ 10 سنوات، يروي بإثارة: "شاهدت مدينتي تتحول من مكان عادي إلى الأولى في المملكة كلها... لا أصدق أنني أعيش في المدينة رقم واحد".
خلف هذا الإنجاز المذهل تقف استراتيجية محكمة بدأت مع رؤية 2030 وبرامج جودة الحياة الطموحة. الأرقام تتحدث بوضوح: مئات المشاريع النوعية نُفذت بدعم مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، من مبادرة "شرقيتنا خضراء" إلى "جسور الأمل" و"أنسنة المدن". كما نهضت دبي من الصحراء، تنهض الخبر لتصبح جوهرة الخليج الجديدة. د. سالم الراجحي، خبير التخطيط الحضري، يؤكد: "توقعت هذا النجاح منذ بداية مشاريع الأنسنة... المنطقة الشرقية تتحول إلى سيليكون فالي السعودية في جودة الحياة".
لكن الإنجاز لا يتوقف عند الأرقام والمراكز، بل يمتد لتغيير حياة المواطنين بشكل جذري. عائلة الخالدي التي انتقلت للخبر العام الماضي تعيش الآن وسط مناظر الواجهات البحرية الخلابة والمسطحات الخضراء التي تعادل مساحة 500 ملعب كرة قدم. نورا التميمي، المستثمرة العقارية، لا تخفي سعادتها: "استثمرت في الخبر قبل 5 سنوات وشهدت ارتفاع قيمة استثماراتي بشكل لا يُصدق". الآن، قطار التطوير يسير بسرعة نحو المستقبل، والفرص الذهبية تنتظر من يجرؤ على اللحاق به.
هذا النجاح ليس مجرد إنجاز محلي، بل نموذج يُحتذى به لتحويل المملكة إلى قوة عالمية في جودة الحياة. مع طموح الوصول للمراكز الأولى عالمياً خلال السنوات القادمة، تقف المنطقة الشرقية كـدليل حي على أن المستحيل ممكن عندما تتضافر الرؤية الطموحة مع التنفيذ المحترف. السؤال الآن: هل ستكون هذه مجرد البداية لتحويل المملكة كاملة إلى جنة المعيشة التي يحلم بها الملايين؟