في تطور صاعق هز أركان السوق المالية السعودية، سجلت 45 شركة أدنى مستويات تاريخية في يوم واحد، قبل أن تتدخل أرامكو العملاقة لتنقذ المؤشر من انهيار محقق. 84 نقطة خسارة تبخرت في دقائق معدودة، وسط تداولات محمومة بلغت 3.1 مليار ريال. المستثمرون اليوم على مفترق طرق حقيقي: فرصة ذهبية للشراء أم فخ استثماري خطير؟
خالد المستثمر، 42 عاماً، يروي لحظات الرعب التي عاشها: "شاهدت محفظتي تنهار للمرة الثالثة هذا العام، ثم فجأة بدأت الأرقام تتحول للأخضر." في المقابل، حققت نورة المحللة المالية أرباحاً مذهلة من توقعها لصمود أرامكو. الأرقام تحكي قصة درامية: 35 شركة سجلت أدنى سعر سنوي، و10 شركات وصلت لقيعان تاريخية لم تشهدها من قبل، بينما ارتفع حجم التداول 19% في مؤشر على الذعر والجشع المختلط.
الخلفية التاريخية تكشف استمرار الضغوط على معظم الشركات السعودية لأشهر، باستثناء أرامكو والبنوك التي ظلت صامدة كالصخور وسط العاصفة. د. عبدالرحمن الاقتصادي يحذر: "الاعتماد المفرط على أرامكو لإنقاذ السوق يشبه وضع البيض كله في سلة واحدة." التحديات الأساسية لم تختف: تراجع الربحية، ضعف الأداء التشغيلي، وتحديات اقتصادية عالمية تلقي بظلالها على السوق المحلية.
أحمد المتداول، الذي شهد التقلبات أمام شاشته مباشرة، يصف المشهد: "كان مثل مشاهدة فيلم إثارة، السوق ينهار ثم ينتعش في ثوانٍ." الأسر المستثمرة تعيش قلقاً متزايداً، وكثيرون أجلوا قرارات الشراء الكبيرة انتظاراً لوضوح الرؤية. الخبراء يشيرون لفرص "الشراء عند الانخفاض" للمستثمرين الجريئين، لكنهم يحذرون من مخاطر عالية قد تؤدي لخسائر فادحة. النتائج المالية القادمة للشركات ستحدد ما إذا كان هذا اليوم نقطة تحول إيجابية أم مجرد هدنة مؤقتة.
يوم عاصف انتهى بهدوء نسبي، لكن العاصفة الحقيقية قد تكون في انتظارنا. النتائج المالية للشركات في الأسابيع القادمة ستكشف حقيقة وضع السوق وتحدد مساره للأشهر المقبلة. نصيحة الخبراء واضحة: راقب عن كثب، تابع البيانات بحذر، ولا تتعجل القرارات في هذه الأوقات الحساسة. السؤال الذي يحير الجميع: هل ستتكرر معجزة الإنقاذ... أم أن الأسوأ لم يأت بعد؟
