في تطور مفاجئ هز أركان الكرة المصرية، تلقى أليو ديانج، نجم وسط الأهلي المالي، عرضاً خيالياً من أحد عمالقة دوري روشن السعودي قد يغير مجرى مسيرته الكروية إلى الأبد. 5 سنوات من العطاء والإخلاص للقميص الأحمر قد تنتهي بقرار واحد، في وقت ينتهي فيه عقد اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً مع نهاية الموسم الجاري، مما يضع إدارة النادي الأهلي أمام معضلة حقيقية: هل ستتمكن من مواجهة الإغراء المالي السعودي؟
كشف الإعلامي المخضرم أحمد شوبير عن تفاصيل مثيرة حول "العرض المغري" الذي وصل لديانج من الدوري السعودي، مؤكداً أن اللاعب يجد نفسه أمام قرار مصيري بين الوفاء لجماهير الأهلي والسعي وراء تحسين أوضاعه المالية. يقول أحمد المحمدي، مشجع أهلاوي منذ 30 عاماً بحرقة واضحة: "كل سنة نفقد نجماً للمال السعودي، الأهلي بيتفكك قدامنا والجماهير عاجزة." النجم المالي الذي انضم للقلعة الحمراء في صيف 2020 قادماً من الدوري الجزائري، أصبح خلال هذه السنوات أحد أعمدة خط الوسط الذي لا يمكن الاستغناء عنه.
النجاح الباهر الذي حققه ديانج خلال فترة إعارته لنادي الخلود السعودي في موسم 2024-2025 فتح شهية الأندية السعودية لضمه بشكل نهائي، خاصة مع القوة المالية الهائلة التي يتمتع بها دوري روشن مقارنة بباقي الدوريات العربية. كما رحل محمد صلاح عن مصر ليصبح نجماً عالمياً، قد يكون رحيل ديانج بداية مرحلة جديدة في مسيرته الكروية، خاصة وأن اللاعب في العمر الذهبي لكرة القدم حيث يجمع بين الخبرة والعطاء البدني. يؤكد د. محمد الحديدي، المحلل الرياضي: "الدوري السعودي يعيد تشكيل خريطة الكرة العربية بقوته المالية، وديانج قد يكون الضحية القادمة لهذا الإعصار."
تأثير هذا العرض لم يقتصر على ديانج وحده، بل امتد ليهز أركان النادي الأهلي الذي يجد نفسه في سباق مع الزمن للاحتفاظ بأحد أبرز نجومه. الجماهير المصرية منقسمة بين من يدعم حق اللاعب في تحسين أوضاعه المالية، وبين من يرى أن الوفاء للنادي أهم من المال، بينما يترقب المشجعون الماليون في السعودية بشغف رؤية ابن بلدهم يضيء ملاعب المملكة. العرض السعودي لديانج قد يساوي ميزانية فريق مصري متوسط لثلاث سنوات كاملة، مما يطرح تساؤلات جدية حول قدرة الأندية المصرية على منافسة هذه الأرقام الفلكية. خالد الزهراني، المدرب السعودي السابق، يرى أن "ديانج سيكون إضافة قوية لأي فريق سعودي، خبرته الأفريقية والعربية مطلوبة جداً في دورينا."
مع اقتراب نهاية الموسم وانتهاء عقد ديانج، تقف إدارة الأهلي أمام مفترق طرق حاسم: إما تجديد العقد بشروط ترضي اللاعب وتنافس العروض الخارجية، أو المخاطرة بفقدان أحد أعمدة الفريق مجاناً. هذا القرار لن يؤثر فقط على مستقبل ديانج الشخصي، بل على توازن القوى في الكرة العربية ككل، خاصة مع استمرار نزيف النجوم العرب نحو الدوري السعودي. هل سنشهد نهاية عصر ديانج مع الأهلي، أم أن القلعة الحمراء ستنجح في الاحتفاظ بجوهرتها الأفريقية؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة على هذا السؤال الذي يؤرق ملايين الجماهير المصرية.
