الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: الريال اليمني يكسر توقعات الخبراء ويحقق استقراراً تاريخياً لـ 4 أشهر متتالية!
عاجل: الريال اليمني يكسر توقعات الخبراء ويحقق استقراراً تاريخياً لـ 4 أشهر متتالية!

عاجل: الريال اليمني يكسر توقعات الخبراء ويحقق استقراراً تاريخياً لـ 4 أشهر متتالية!

نشر: verified icon مروان الظفاري 14 ديسمبر 2025 الساعة 01:05 مساءاً

في تطور صادم يحطم كل التوقعات، يحقق الريال اليمني في العاصمة عدن معجزة نقدية حقيقية بـ120 يوماً من الاستقرار المطلق، بينما تشهد مناطق أخرى في اليمن انهياراً مدوياً للعملة قد يصل لـ300%. هذا الثبات الاستثنائي وسط جحيم الحرب يعيد رسم الخريطة الاقتصادية لليمن ويطرح سؤالاً محورياً: هل تصبح عدن واحة الأمان النقدي الجديدة؟

تكشف أحدث بيانات أسواق الصرف في عدن عن استقرار مطلق لأسعار العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني، حيث يتداول الدولار الأمريكي عند 1617-1630 ريال يمني، والريال السعودي عند 425-428 ريال، بفارق لا يتجاوز 13 ريالاً فقط - وهو معدل يعكس استقراراً نادراً في منطقة حرب. "هذا الاستقرار يعكس نجاح السياسة النقدية المدروسة التي يتبعها البنك المركزي بعدن"، تؤكد المصادر المصرفية المتخصصة. أحمد المقطري، تاجر من صنعاء، يصف معاناته بمرارة: "نفقد ثلث قيمة أموالنا عند التحويل من صنعاء لعدن، الفارق أصبح كالهاوية."

يعود هذا الإنجاز النقدي إلى إدارة حكيمة للاحتياطي النقدي والدعم الخليجي المستمر، خاصة من السعودية والإمارات، إلى جانب سيطرة المناطق المحررة على موانئ النفط الاستراتيجية. منذ انقسام البنك المركزي عام 2016، تبنت إدارة عدن سياسة نقدية مستقلة ومدروسة، مثل هدوء البحر بعد العاصفة، بينما تتقلب عملة المناطق الأخرى مثل ريشة في مهب الريح. د. عبدالله النقيب، خبير اقتصادي، يتوقع "استمرار هذا الاستقرار مع تعزيز الموقف الاقتصادي لعدن كمركز مالي إقليمي."

هذا الاستقرار النقدي يحدث ثورة حقيقية في الحياة اليومية للمواطنين في المناطق المحررة، حيث تشهد أسعار السلع المستوردة ثباتاً ملحوظاً، ويصبح بإمكان الأسر التخطيط المالي دون قلق من التقلبات المفاجئة. فاطمة أحمد، ربة بيت من عدن، تعبر عن ارتياحها: "أصبح بإمكاننا التخطيط لمصاريف الشهر دون خوف من تقلبات الأسعار، شعور بالأمان لم نعشه منذ سنوات." هذا الواقع يفتح أبواباً واسعة أمام فرص استثمارية ذهبية في بيئة نقدية مستقرة، ويجذب رؤوس الأموال اليمنية المهاجرة للعودة إلى وطنها عبر بوابة عدن الآمنة.

بعد 4 أشهر من الثبات المطلق، تؤكد التجربة نجاح النهج الاقتصادي في المناطق المحررة، وتضع عدن على خريطة المراكز المصرفية الإقليمية الصاعدة. هذا الإنجاز يدعو اليمنيين لاستغلال هذا الاستقرار النادر لإعادة بناء اقتصادهم المدمر. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستنجح عدن في تصدير تجربتها النقدية للمناطق الأخرى وتوحيد اليمن اقتصادياً، أم سيستمر الانقسام المصيري ليرسخ واقع دولتين في وطن واحد؟

شارك الخبر