في تطور يهز الجاليات العربية في الخليج، أعلنت السلطات السعودية قراراً صادماً: تأشيرات مجانية 100% لليمنيين دون دفع ريال واحد. صفر ريال - هذا ما سيدفعه مئات الآلاف من اليمنيين للحصول على تأشيرات الخروج النهائي، في قرار يوفر على الأسرة الواحدة أكثر من 2000 ريال سنوياً. الشرط الوحيد سيصدمك بسهولته: 30 يوماً فقط صلاحية للإقامة، والباب مفتوح أمام الجميع فوراً.
موجة ارتياح عارمة اجتاحت الأحياء اليمنية في الرياض وجدة والدمام، حيث كشفت الجوازات السعودية عبر منصة "أبشر" الإلكترونية عن إلغاء جميع الرسوم المالية المفروضة على تأشيرات الخروج النهائي. أحمد المقطري، عامل يمني في الرياض، لا يصدق ما حدث: "كنت أدفع راتب شهر كامل كل عامين لتجديد إقامتي، اليوم أشعر وكأن حملاً ثقيلاً سقط عن كتفي". المفاجأة الأكبر؟ لا توجد طوابير، لا وسطاء، لا أوراق معقدة - فقط نقرات بسيطة على الشاشة.
هذا القرار لا يأتي من فراغ، بل يعكس نهاية عقود من نظام الكفالة التقليدي الذي فرض قيوداً مالية وإدارية معقدة على المغتربين العرب. الأزمة اليمنية المستمرة منذ سنوات، ورؤية السعودية 2030 الهادفة للانفتاح، والحاجة الملحة لاستقرار إقليمي، كلها عوامل تضافرت لإنتاج هذا التحول الجذري. د. محمد العريفي، خبير الشؤون الخليجية، يؤكد: "هذا مؤشر على توجه سعودي جديد نحو مرونة أكبر في إدارة ملف العمالة الأجنبية، يذكرنا بسياسات الملك عبدالعزيز في استقبال الأشقاء العرب".
في حي الصحافة بالرياض، فاطمة اليمنية أم لثلاثة أطفال تعيش منذ 8 سنوات حلم لم شمل أسرتها. اليوم، القرار الجديد يوفر على أسرتها مئات الريالات شهرياً، ويمنحها حرية أكبر في اتخاذ قرارات الحياة والعمل دون خوف من الأعباء المالية المرهقة. النتيجة المباشرة؟ استقرار أسري أكبر وثقة متجددة في النظام السعودي. لكن الفرصة تتطلب سرعة: على المستفيدين التقدم فوراً عبر القنوات الرسمية فقط، مع ضرورة التأكد من صحة الوثائق وتجنب الوسطاء.
تأشيرات مجانية، شرط واحد بسيط، إجراءات مبسطة، وتأثير إيجابي يمتد لمئات الآلاف من الأسر - هذا ليس مجرد قرار إداري، بل نموذج جديد قد يعيد تشكيل العلاقات الخليجية-العربية. فاطمة تبتسم وهي تنقر على شاشة هاتفها: "أخيراً، أشعر أنني في وطني الثاني". السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستصبح السعودية النموذج الذي تحتذي به دول الخليج في التعامل الإنساني مع العمالة العربية؟