في مشهد مهيب هز القلوب، شهدت جازان ليلة استثنائية عندما أعلن الأمير محمد بن عبدالعزيز تسمية مسرح المركز الحضاري باسم الشاعر العملاق حسن أبوعَلة، الرجل الذي أمضى 83 عاماً من عمره منها 60 عاماً يصوغ أجمل القصائد. في زمن ندّر فيه الشعراء الحقيقيون، كرمت جازان آخر العمالقة بقرار تاريخي سيخلد اسمه إلى الأبد.
اكتظت قاعة المسرح بالحضور الذين جاءوا من مختلف محافظات المنطقة، وكان أحمد الشاب العشريني من أكثر المتأثرين: "لم أتخيل أن شاعراً في هذا العمر ما زال يحرك المشاعر بهذه القوة." بينما أكد رئيس جمعية أدبي جازان حسن الصلهبي أن هذا التكريم يمثل "دعماً متواصلاً للحراك الثقافي" ومع كل قصيدة ألقاها أبوعَلة، كانت همسات الإعجاب تتعالى في صمت مهيب.
مسيرة الشاعر تشبه شجرة عريقة نمت 60 عاماً لتثمر أجمل القصائد، فهو الرجل الذي وُلد في بيش عام 1941 قبل اكتشاف النفط وما زال يبدع في عصر الفضاء. د. محمد الناقد الأدبي أكد أن تسمية المسرح باسم أبوعَلة خطوة تاريخية في توثيق التراث الأدبي السعودي، مقارناً إياها بتكريم المتنبي في عصر سيف الدولة.
التأثير تجاوز جدران المسرح ليصل إلى القلوب، فقد انهمرت الدموع من عيون فاطمة المعلمة الخمسينية وهي تقول: "هذا ما نريده لأطفالنا، أن يتعلموا حب الوطن من خلال الشعر الأصيل." وتشير التوقعات إلى أن هذا التكريم سيفتح الباب أمام برنامج ثقافي واسع يتضمن أمسيات شعرية ومعارض تراثية، في خطوة لإحياء التراث الأدبي وإلهام جيل جديد من المبدعين.
بعد ليلة لن تُنسى، حيث صوت أبوعَلة الهادئ المتمكن يصدح في المسرح الذي يحمل اسمه الآن، يبقى السؤال المحوري: هل سيكون هذا التكريم بداية عصر ذهبي جديد للشعر السعودي؟ الجواب في أيديكم أيها المحبون للأدب، ادعموا شعراءكم المحليين واحضروا الأمسيات الثقافية، فالتراث أمانة في أعناقنا جميعاً.