في لحظة لن ينساها التاريخ الرياضي الخليجي، 5 دقائق فقط فصلت المنتخب السعودي تحت 23 عاماً عن كابوس الإقصاء قبل أن يحول ثامر الخيبري المأساة إلى ملحمة بهدف درامي في الدقيقة 85 أمام قطر. هدف واحد في الوقت المناسب رسم خريطة طريق جديدة نحو نصف نهائي كأس الخليج، وبينما تتجه الأنظار إلى المواجهة القادمة، يكتب الأخضر الشاب تاريخاً جديداً بأحرف من ذهب.
المشهد في الدوحة كان أشبه بفيلم هوليوودي مثير - السعودية متأخرة بهدف، الوقت ينفد، والجماهير الخضراء تعيش على أعصابها. عبدالله المشجع الذي حضر من الرياض خصيصاً يروي: "كادت قلوبنا تتوقف، كان الصمت مخيفاً في المدرجات حتى انفجرت الفرحة مع هدف الخيبري". بـ7 نقاط من 9 ممكنة، حقق الأخضر نسبة إنجاز مذهلة 78% ليتصدر المجموعة الأولى ويضمن مقعداً في المربع الذهبي.
هذا الإنجاز ليس وليد الصدفة - فالجيل الجديد للكرة السعودية يحمل إرثاً ثقيلاً من النجاحات الخليجية السابقة. د. أحمد الرياضي، المحلل الكروي المخضرم، يؤكد: "ما شاهدناه اليوم يذكرني بإنجازات الأجيال الذهبية التي كتبت التاريخ الكروي السعودي". اللعب على أرض قطر المضيف أضاف ضغطاً نفسياً إضافياً، لكن شخصية اللاعبين الشباب ظهرت في أصعب اللحظات.
النتائج المتحققة اليوم ستترك بصمات عميقة على مستقبل الكرة السعودية. فبينما ودع منتخبا الكويت والبحرين البطولة رغم محاولاتهما الشجاعة، يستعد الأخضر لمواجهة الإمارات في نصف النهائي يوم 13 ديسمبر. الفرحة العارمة التي اجتاحت الشارع السعودي تعكس حجم التوقعات المرتفعة، لكن التحدي الحقيقي لم يبدأ بعد. الضغط والتوقعات سيكونان أكبر العقبات أمام هؤلاء الشباب الطموحين.
بينما تستمر احتفالات الليلة، السؤال الأكبر يطرح نفسه: هل سيكتب هذا الجيل السعودي الواعد فصلاً جديداً في تاريخ الكرة الخليجية؟ المواجهة القادمة أمام الإمارات ستكون الاختبار الأصعب، والجماهير السعودية مدعوة لدعم أبنائها في رحلة البحث عن اللقب الغالي. الطريق إلى القمة بدأ، والحلم أصبح أقرب من أي وقت مضى.