في لحظة تاريخية تهز عالم الترفيه العربي، يقرر أسطورة كرة القدم السعودية سعيد العويران ترك الملعب الأخضر ليدخل لأول مرة أمام الكاميرا في فيلم "رهين" - العمل الذي يحول معاناة الآباء تحت وطأة الديون إلى مادة كوميدية مؤثرة. بعد أقل من 48 ساعة من عرضه الأول في مهرجان البحر الأحمر، يستعد 230 مليون مشاهد على نتفليكس لمشاهدة أجرأ فيلم سعودي يمزج بين الضحك واليأس.
تحت أضواء البلد التاريخية في جدة، كشف النقاب عن تفاصيل مذهلة لقصة "سطّام" - الأب المحطم الذي يؤديه محمد الدوخي - والذي تدفعه الديون المتراكمة لخطة خطف كوميدية تنقلب إلى فوضى عارمة. "كل كذبة تولد مأزقاً أكبر، وكل محاولة للخلاص تفتح باباً جديداً للكارثة" كما يصف البيان الرسمي للفيلم. أما المفاجأة الكبرى فهي ظهور العويران في دور "أبو عاتق" - شخصية تحمل من الحكمة ما يحمله اللاعب من خبرة عقود في الملاعب.
وراء هذا العمل الجريء تقف رؤية 2030 التي حولت السعودية من بلد يمنع السينما إلى منتج لمحتوى يصل للعالمية. الفيلم، المنتج من "تلفاز 11" بميزانية تقارب المليوني ريال، يأتي في وقت تستثمر فيه نتفليكس 500 مليون دولار في المحتوى العربي. "مثلما شق العويران طريق السعودية لكأس العالم في الـ94، يشق اليوم طريق السينما السعودية للمنصات العالمية" يقول د. أحمد الزهراني، خبير السينما العربية.
القصة تمس قلوب آلاف الرجال في المملكة الذين يواجهون ضغوطاً مالية مماثلة. محمد العتيبي، رائد أعمال سابق، يؤكد: "قصة سطّام تشبه قصة آلاف منا - الخوف من فقدان الكرامة أمام الأسرة أقوى من الخوف من القانون". الفيلم لا يقدم حلولاً سهلة، بل يطرح مرآة صادقة لمجتمع يتعلم التعامل مع الفشل. أبرار فيصل التي تؤدي دور "هيام" تجسد معاناة الزوجات اللواتي يشاهدن أزواجهن ينهارون صمتاً.
بينما تستعد قاعات السينما في جدة لاستقبال العرض الأول، والعالم لمشاهدته على نتفليكس في 11 ديسمبر، يبقى السؤال الأهم: هل سينجح العويران في إثبات أن النجوم الحقيقية تضيء في أي ملعب؟ "رهين" ليس مجرد فيلم - إنه رسالة أمل لكل أب يخشى الاعتراف بفشله، ودعوة لمجتمع يتعلم أن الضحك أحياناً هو أقوى علاج للألم. الآن، هل أنت مستعد لمواجهة أسئلة قد تغير نظرتك للفشل والنجاح معاً؟
