في تطور مناخي صاعق هز المملكة من أقصاها إلى أقصاها، سجلت القريات درجة حرارة قياسية بلغت 5 درجات مئوية فقط، لتصبح السعودية اليوم أبرد من 60% من دول أوروبا في معادلة مناخية لم نشهدها منذ عقد كامل. هذه ليست مجرد موجة برد عادية، بل كتلة هوائية قطبية استثنائية تجتاح المملكة الآن، والخبراء يحذرون: الأسوأ لم يأت بعد!

في تمام الساعة السادسة من صباح اليوم الاثنين، انتفضت محطات الرصد الجوي على أرقام صادمة غيرت معادلة الطقس في المملكة بشكل جذري. القريات تصدرت المشهد بـ5 درجات مئوية، تلتها أبها بـ7 درجات، ثم خميس مشيط بـ8 درجات. "نواجه كتلة هوائية قطبية استثنائية لم تحدث منذ سنوات،" أكد المركز الوطني للأرصاد، فيما تروي أم محمد من القريات صدمتها: "استيقظت على برد يعض الوجه كأنياب الذئب، والمدفئة تعمل على أقصى طاقتها ولا تكفي!"

المشهد يذكرنا بشتاء 1992 التاريخي عندما شهدت المملكة ظواهر جوية مماثلة، لكن ما يحدث اليوم يكسر كل المقاييس المعتادة. الكتلة الهوائية القطبية التي تندفع بسرعة قطار الحرمين نحو الجنوب، جاءت مدفوعة برياح شمالية عاتية وتغيرات جوية استثنائية. د. سالم الحربي، خبير المناخ، يحذر بقلق: "هذه أقل درجات حرارة نشهدها منذ عقد، وقد تستمر أسبوعين مع إمكانية كسر أرقام قياسية جديدة."

من زيادة فواتير الكهرباء بنسبة 200% إلى تغيير نمط الحياة اليومي، يعيد البرد القارس تشكيل يوم ملايين السعوديين. الأنفاس تظهر كالبخار في الهواء، والناس يرتدون معاطف ثقيلة نادراً ما يحتاجونها، فيما تمتلئ محلات الملابس الشتوية بطوابير استثنائية. خالد المطيري، مزارع من خميس مشيط، يراقب محاصيله بقلق: "لم أشهد برداً كهذا منذ 15 سنة، أخاف على النخيل والحمضيات." في المقابل، يستقبل أحمد السياحي من أبها أكبر عدد من الزوار: "الناس يأتون لتجربة البرد الاستثنائي، هذه فرصة لن تتكرر قريباً!"

موجة برد استثنائية، أرقام قياسية، وتأثيرات واسعة على ملايين السعوديين - هذا ما تشهده المملكة في يوم تاريخي لن ينساه أحد. الخبراء يتوقعون استمرار الانخفاض وضغطاً استثنائياً على الشبكات الكهربائية، فيما يدعو المختصون للحذر واتباع تعليمات السلامة. احم نفسك وعائلتك، ارتد ملابس دافئة متعددة الطبقات، ولا تستهن بقوة الطقس البارد. 5 درجات مئوية اليوم.. فكم ستكون غداً؟ موجة البرد لم تقل كلمتها الأخيرة بعد!