في 72 ساعة فقط، تغير مستقبل أحد أكبر الأندية الآسيوية إلى الأبد، عندما انهار ياسين بونو بالدموع وهو يكشف السر المؤلم وراء رحيل جورجي جيسوس عن نادي الهلال. رسالة من 3 أسطر فقط غيرت مجرى تاريخ النادي، ومع اقتراب كأس العالم للأندية خلال شهر واحد، يواجه الزعيم منعطفاً مصيرياً قد يحدد مستقبله لسنوات قادمة.
المشهد كان مؤثراً إلى أقصى حد عندما كتب بونو عبر حسابه الرسمي: "شكراً مستر جيسوس على احترافيتك وإنسانيتك" بعد الخسارة المدوية 3-1 أمام الأهلي في نصف نهائي دوري أبطال آسيا. أحمد الطويل، مشجع هلالي من الرياض منذ 20 عاماً، يروي لحظة الصدمة: "شاهدت دموع اللاعبين وأنا أشعر بقلبي يتمزق، لم نتوقع أن تنتهي الحقبة بهذه السرعة". الصمت الذي خيم على مدرجات الهلال بعد الهدف الثالث للأهلي كان أصم، وكأن الزمن توقف للحظات.
خلف الكواليس، تشير المصادر إلى أن القرار لم يكن مفاجئاً تماماً، فتراجع الأداء في المباريات الأخيرة وضغط الجماهير المتزايد خلق أجواءً متوترة داخل النادي. مثل رحيل زيدان عن ريال مدريد، كان القرار صعباً لكن ضرورياً أحياناً. د. سالم المري، المحلل الكروي، يؤكد: "التغيير جاء في التوقيت المناسب رغم صعوبته، فالهلال لديه تاريخ في اتخاذ قرارات جريئة عندما تتطلب الظروف ذلك". الوداع كان مثل فراق صديق عزيز، مؤلم لكن بكرامة واحترام متبادل.
التأثير لم يقتصر على أروقة النادي فقط، بل امتد إلى المقاهي الشعبية والمجالس السعودية حيث انقسم المشجعون بين مؤيد للقرار ومتخوف من التوقيت الحرج. فهد العتيبي، الذي كان في المدرجات تلك الليلة، يتذكر: "رأيت في عيون اللاعبين خليطاً من الحزن والعزيمة، وكأنهم يقولون هذه ليست النهاية". والآن مع تشافي هيرنانديز كمرشح أبرز لتولي التدريب، تتسارع ضربات قلوب الجماهير ترقباً لفصل جديد. الفرصة ذهبية للتجديد، لكن ضغط الوقت يشبه العاصفة التي تتطلب حلولاً سريعة وحاسمة.
بينما يتولى محمد الشلهوب الإشراف المؤقت على الفريق، تبدأ رحلة البحث عن الخلاص الحقيقي. كأس العالم للأندية المقرر خلال الشهر القادم في أمريكا سيكون الاختبار الحقيقي لحكمة هذا القرار الجريء. عبق التاريخ في أروقة نادي الهلال ينتظر فصلاً جديداً، والسؤال الذي يحير الجميع: هل ستكون هذه بداية عهد ذهبي جديد، أم مجرد مغامرة محفوفة بالمخاطر؟
