"تفوّق التلميذ على الأستاذ ليس بسبب الكفاءة والتمكين والقدرة والإمكانات، بل بسبب النفاق والوصولية ودهن السير" - هكذا يختصر الإعلامي عيسى الجوكم واقعاً مريراً يعيشه المجال الإعلامي، في منشور فجّر نقاشاً واسعاً حول الممارسات المهنية المدمرة.
عشر حقائق صادمة كشفها الجوكم عبر سلسلة "علمني الإعلام" تضع الإصبع على جراح عميقة في المؤسسات الإعلامية العربية، حيث تتفوق العلاقات على الكفاءة كـ"رأس الحربة في التواجد والانتشار"، بينما تصبح "البثارة وليست الإثارة" الطريق الأسهل للصفوف الأولى.
ووفق ما أشار إليه الجوكم، فإن الشللية تمثل "محطة دائمة للاستمرار والتواجد" بينما تجعل "العقلانية والاتزان والموضوعية" العاملين "محلك سر، لا تؤكل عيشاً وسط الصخب والضجيج".
كما لفت إلى هيمنة المظهر على الجوهر، مؤكداً أن "المسرحيات أكثر انتشاراً من الوقائع والحقائق" في مشهد إعلامي يغلب فيه "الردح" رغم كونه "مذموماً" لكنه "السائد في معظم القضايا الجدلية".
وقد وجدت هذه الانتقادات صدى واسعاً لدى كاتب في صحيفة عكاظ الذي أعلن اتفاقه "بالمطلق" مع كل نقطة أشار إليها الجوكم، معتبراً أن كل منها "تحكي واقعاً، بل همّاً مشتركاً".
واختتم المقال بطرح فلسفي حول احترام الذات، مستشهداً بتناقض بين رؤيتين: الأولى للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي القائل "إنّ من يحترف نفسه لا بد أن يتعرض للوقاحات وأن تناله الإهانات"، والثانية للشاعر الأمريكي هنري لونجفيلو: "من يحترم نفسه يصبح في مأمن من الآخرين، فهو يرتدي درعاً لا يستطيع أحد أن يخترقه".