في انفجار غضب لم تشهد له الشاشات المصرية مثيلاً، هاجم الإعلامي أحمد موسى المنظومة الكروية بلا رحمة قائلاً: "إحنا أصلاً معندناش دوري.. بنضحك على بعض!" كلمات صادمة تعكس إحباط شعب كامل من صفر انتصارات حققتها مصر في كأس العرب، في مشهد يذكرنا بانهيار الإمبراطوريات العظيمة عبر التاريخ.
خلال برنامج "على مسئوليتي" على قناة صدى البلد، انفجر موسى كبركان ثائر: "تتفرج على الكورة في مصر عشان دمك يتحرق.. إحنا مش عارفين نفوز ماتش في كأس العرب." محمد الفشاوي، مشجع أهلاوي من القاهرة، يقول بحرقة: "كنت باخد ولادي أفرجهم المباريات، دلوقتي بقيت أخاف أقعد معاهم." أرقام مؤلمة تحكي قصة سقوط البلد التي أنجبت محمد صلاح ولا تستطيع الآن الفوز بمباراة واحدة.
وجه موسى انتقادات لاذعة لحلمي طولان قائلاً: "لما أنت محدش بيدعمك ليه روحت البطولة؟" كلمات تكشف عمق الأزمة في بنية الكرة المصرية التي تشبه السيارة المعطلة تحتاج إصلاحاً شاملاً. د. حسام البدري، المدرب السابق، كان حذر من هذا الوضع قائلاً: "المشكلة في البنية التحتية." الفجوة بين الحاضر المؤلم والماضي المجيد أصبحت كالمسافة بين الأرض والقمر.
تأثير الكارثة امتد للحياة اليومية، فعم حسني، بائع الفول أمام ستاد القاهرة يقول بأسى: "البيع بقى قليل، الناس مش عايزة تتفرج." د. أحمد شوبير، الخبير الكروي، يحذر: "نحتاج لثورة حقيقية في منظومة الكرة المصرية قبل أن نفقد الجيل القادم من المشجعين إلى الأبد." مدرجات شبه فارغة ووجوه محبطة للمشجعين تحكي قصة انهيار سريع كانهيار برج من الورق.
أزمة شاملة تتطلب حلولاً جذرية، وقرارات حاسمة من المسؤولين قبل فوات الأوان. الكرة المصرية تقف على مفترق طرق: إما النهوض من الركام أو السقوط النهائي في هاوية النسيان. السؤال الذي يحرق القلوب: هل ستعود مصر لعرش الكرة العربية أم أن القطار فات للأبد؟
