في تطور صادم يعيد رسم خريطة الزراعة اليمنية، حققت أشجار الزيتون المزروعة في مرتفعات ريمة نجاحاً مذهلاً بنسبة 100% في موسم واحد فقط - رقم لم تحققه أي منطقة زراعة زيتون في العالم! بينما كانت اليمن تستنزف ملايين الدولارات في استيراد الزيتون، كانت تجلس على كنز زراعي مدفون ينتظر الاكتشاف. المزارعون يصرخون فرحاً: "انتهت عقود المعاناة... الأرض اليمنية تكتب التاريخ!"
في مشهد يحبس الأنفاس وسط مرتفعات ريمة الخضراء حيث يعانق الضباب قمم الجبال، تنمو أشجار الزيتون الصغيرة بقوة مذهلة كأنها في بيتها الطبيعي. صفر أشجار فاشلة من المجموع المزروع - نتيجة تتحدى كل التوقعات! أحمد السنيدار، المزارع الخمسيني الذي عاش سنوات يشتري زيت الزيتون بأسعار مضاعفة، يقف الآن وسط حقله والدموع تملأ عينيه: "شاهدت حلم العمر يتحقق أمام عيني... من اضطرني لبيع جزء من أرضي لأشتري الزيت، إلى أن أصبحت أنتجه بيدي!" الصوت يرتجف، والفرحة تغمر وجوه جميع مزارعي ريمة.
لعقود مضت، عانت اليمن من نزيف اقتصادي مستمر بسبب استيراد الزيتون من دول البحر المتوسط بتكلفة عالية. الحصار الاقتصادي والظروف القاسية دفعت المزارعين للبحث عن حلول إبداعية - وكانت المفاجأة! خبراء الزراعة يؤكدون أن مناخ ريمة مثالي تماماً لزراعة الزيتون، مشابه لأفضل مناطق البحر المتوسط. د. محمد الشامي، الخبير الزراعي، يقول بحماس: "هذا النجاح يذكرني بقصة البن اليمني الذي اشتهر عالمياً... ريمة قد تكون البداية لثورة زراعية حقيقية."
التأثير بدأ يطرق أبواب البيوت اليمنية! خلال أشهر قليلة، ستجد الأسر زيتوناً محلياً طازجاً بأسعار معقولة في الأسواق المحلية. فاطمة عبدالله، ربة منزل من ريمة، تحكي بفخر: "كل يوم أرى الأشجار تكبر أمام عيني، وأحلم باليوم الذي لن أضطر فيه لشراء الزيت المستورد الغالي." الفرصة الاستثمارية باتت ذهبية للراغبين في دخول هذا القطاع الواعد، رغم ردود أفعال متباينة بين متفائل يحلم بالتوسع السريع وحذر يدعو للتأني والدراسة المتأنية.
تجربة ريمة تثبت أن الأرض اليمنية قادرة على مفاجآت إيجابية تتحدى كل التوقعات. خلال السنوات القليلة القادمة، قد نشهد ميلاد صناعة زيتون يمنية حقيقية تحقق الاكتفاء الذاتي وربما التصدير للدول المجاورة. الوقت مناسب الآن للاستثمار ودعم هؤلاء المزارعين الرواد الذين يكتبون فصلاً جديداً في تاريخ الزراعة اليمنية. هل ستصبح ريمة عاصمة الزيتون الجديدة في الجزيرة العربية؟