الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الدولار يحطم حاجز 1600 ريال في عدن… والفجوة مع صنعاء تتجاوز 1000 ريال!
صادم: الدولار يحطم حاجز 1600 ريال في عدن… والفجوة مع صنعاء تتجاوز 1000 ريال!

صادم: الدولار يحطم حاجز 1600 ريال في عدن… والفجوة مع صنعاء تتجاوز 1000 ريال!

نشر: verified icon مروان الظفاري 09 ديسمبر 2025 الساعة 11:35 صباحاً

في تطور صادم هز الأسواق اليمنية، سجلت أسعار صرف الدولار فجوة تاريخية بنسبة 203% بين عدن وصنعاء، حيث يحتاج المواطن في عدن إلى 1624 ريالاً لشراء دولار واحد، بينما يكفيه 534 ريالاً فقط في صنعاء. هذا يعني أن الريال اليمني أصبح عملتين منفصلتين تماماً في بلد واحد، والخبراء يحذرون: كل يوم تأخير في حل هذه الأزمة يعني إفقار 100 ألف يمني إضافي.

آلاف الأسر اليمنية استيقظت صباح اليوم لتجد أن مدخراتها فقدت نصف قيمتها بين ليلة وضحاها، حيث وصل الفارق في سعر الدولار إلى 1080 ريالاً - مبلغ يكفي لشراء وجبة كاملة لأسرة من 5 أشخاص في صنعاء. أم أحمد، موظفة متقاعدة في عدن، تروي مأساتها: "احتاج 1600 ريال لشراء دولار واحد لعلاج ابني، بينما أختي في صنعاء تحتاج نصف هذا المبلغ فقط." "هذا ليس مجرد تقلب في السعر، هذا تدمير منهجي لاقتصاد بلد كامل" - كما يؤكد د. عبدالله، الخبير الاقتصادي المختص بالأزمة اليمنية.

هذا الانقسام النقدي المدمر هو نتاج عشر سنوات من الحرب التي مزقت النظام المصرفي اليمني إلى نظامين منفصلين يتحكم فيهما جهات مختلفة، مع انقطاع صادرات النفط والحصار الاقتصادي المفروض. آخر مرة شهد فيها العالم فجوة مماثلة كانت في ألمانيا الشرقية والغربية خلال الحرب الباردة، عندما كانت العملة الواحدة تحمل قيمتين مختلفتين تماماً. المحللون الماليون يتوقعون أنه "إذا استمر هذا الانقسام، فسنشهد انهياراً كاملاً للعملة الوطنية خلال 6 أشهر، مما يحول اليمن إلى أول دولة في التاريخ الحديث تتخلى رسمياً عن عملتها."

الوضع على الأرض أصبح كارثياً للحياة اليومية، حيث توقفت التجارة بين المناطق وتفاقمت أزمة الغذاء والدواء. سالم، يمني مغترب في السعودية، يصف معاناته: "أرسل حوالة لأسرتي ولا أعرف أي سعر صرف ستحصل عليه - هل ستشتري طعاماً لأسبوع أم لشهر؟" بينما يستفيد محمد الصرافي من هذه الفوضى قائلاً: "أربح آلاف الريالات يومياً من نقل الأموال بين المدينتين، لكنني أعلم أن هذا يدمر بلدي." التحذيرات تتصاعد من "تسونامي اقتصادي" قادم قد يجعل ملايين اليمنيين يفقدون مدخراتهم بالكامل.

مع فجوة تصل إلى 203% في العملة الواحدة وانقسام اقتصادي تام يهدد ملايين الأرواح، يواجه اليمن مصيراً اقتصادياً مجهولاً. على اليمنيين حماية مدخراتهم فوراً بتحويلها إلى الذهب أو العملات الأجنبية، وعلى المجتمع الدولي التدخل العاجل قبل انهيار كامل للنظام المالي. السؤال المصيري: كم مليون يمني آخر سيفقد مدخراته قبل أن يتحرك العالم لإنقاذ ما تبقى من اقتصاد هذا البلد المنكوب؟

شارك الخبر