الرئيسية / محليات / صادم: أهالي عدن يعيشون بلا كهرباء أو مياه... والأسوأ قادم في الصيف!
صادم: أهالي عدن يعيشون بلا كهرباء أو مياه... والأسوأ قادم في الصيف!

صادم: أهالي عدن يعيشون بلا كهرباء أو مياه... والأسوأ قادم في الصيف!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 05 ديسمبر 2025 الساعة 03:20 صباحاً

في تطور صادم يهز ضمير الإنسانية، يواجه 2.5 مليون مواطن في عدن كابوساً يومياً للحصول على قطرة مياه واحدة، بينما يغرقون في ظلام دامس لساعات لا تنتهي. في عدن، "لؤلؤة البحر العربي" التي كانت تتباهى بجمالها، أصبح الحصول على المياه أصعب من استخراج اللؤلؤ من أعماق المحيط. مع اقتراب الصيف الحارق، تتحول المدينة إلى قنبلة موقوتة تهدد بانفجار اجتماعي مدمر قد يقلب حياة الملايين رأساً على عقب.

في مشاهد تحبس الأنفاس، تمتد طوابير لا تنتهي أمام صهاريج المياه في منطقة سيلة كريتر، حيث تقف أم محمد، ربة بيت تحمل همّ خمسة أطفال، منذ الفجر تحت شمس حارقة تنتظر دورها للحصول على جركن مياه واحد. "أطفالي ينامون عطشانين والحكومة نائمة"، تصرخ بصوت مخنوق بالدموع والغضب. بينما يكافح أبو علي، سائق صهريج المياه، لمدة 16 ساعة يومياً ليصل بالمياه إلى الأحياء المحاصرة، وساعات الانتظار تصل إلى 4 ساعات مقابل انقطاع كهرباء يمتد لـ 20 ساعة يومياً.

هذه المأساة ليست وليدة اليوم، بل تتفاقم منذ بداية الحرب المدمرة عام 2014، حين انهارت البنية التحتية كبيت من ورق. د. يحيى الشعيبي، خبير الطاقة المتجددة، يحذر من كارثة إنسانية وشيكة: "ما نشهده اليوم مجرد البداية، والأسوأ قادم مع فصل الصيف." نقص الوقود المزمن، غياب الصيانة الدورية، وضعف الإدارة المحلية حولت المدينة التي كانت تنبض بالحياة إلى مدن العصور الوسطى التي تعتمد على حمل المياه من الآبار. أما الصيفات السابقة فشهدت وفيات مؤلمة بسبب الحر القاتل وشح المياه، في إنذار مبكر لما هو أفظع.

تأثيرات هذه الكارثة تخترق كل جانب من جوانب الحياة اليومية بشراسة مدمرة. المدارس تغلق أبوابها، المستشفيات تعجز عن تقديم العلاج، والمحال التجارية تتوقف عن العمل. محمد سالم، صاحب محل في سيلة، يشهد يومياً على معاناة لا توصف: "الناس يحملون جراكن المياه كأنها كنوز ثمينة، والأطفال يبكون من العطش." الخبراء يتوقعون موجة نزوح داخلي جماعي، وانتشار أمراض فتاكة، واضطرابات اجتماعية قد تمزق النسيج الاجتماعي للمدينة. البحث عن المياه أصبح كالبحث عن الذهب في صحراء قاحلة، بينما الغضب الشعبي يتصاعد مقابل صمت حكومي مريب يثير علامات استفهام مرعبة.

عدن التي كانت تتباهى بكونها العاصمة الاقتصادية تواجه اليوم أزمة خدمية خانقة تهدد بالقضاء على آخر بقايا كرامتها. التحذيرات من صيف كارثي قادم قد يكون الأقسى في تاريخ المدينة تتردد كصدى مؤلم في أذهان السكان المرعوبين. الدعوات تتعالى لتدخل عاجل من السلطات والمجتمع الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. لكن السؤال المصيري يبقى معلقاً كسيف ديموقليس: هل ستصحو السلطات من سباتها العميق قبل أن تتحول عدن من لؤلؤة البحر العربي إلى مدينة أشباح تسكنها ذكريات الماضي الجميل؟

اخر تحديث: 05 ديسمبر 2025 الساعة 04:40 صباحاً
شارك الخبر