الرئيسية / شؤون محلية / حصري: فاراج يكسر التوقعات... حزب الإصلاح يتصدر ويهدد عرش المحافظين والعمال معاً!
حصري: فاراج يكسر التوقعات... حزب الإصلاح يتصدر ويهدد عرش المحافظين والعمال معاً!

حصري: فاراج يكسر التوقعات... حزب الإصلاح يتصدر ويهدد عرش المحافظين والعمال معاً!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 03 ديسمبر 2025 الساعة 04:35 مساءاً

في تطور صادم يهز أركان السياسة البريطانية، تشير الاستطلاعات الأخيرة إلى تصدر حزب "إصلاح المملكة المتحدة" بزعامة نايجل فاراج المشهد السياسي، محققاً ثلث الأصوات ومتفوقاً على عمالقة السياسة التقليدية - حزب المحافظين وحزب العمال اللذان حكما البريطانيا لقرون. هذا الصعود المفاجئ يضع الرجل الذي قاد حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على بُعد خطوات من تحقيق حلمه الأكبر: حكم البلاد بالكامل.

في مشهد يذكّر برواية سياسية مثيرة، يواصل فاراج البالغ من العمر 60 عاماً رحلته الاستثنائية من هوامش السياسة إلى قلبها. "أنا الوحيد القادر على وقف تدفق المهاجرين الذين يعبرون القناة الإنجليزية بالقوارب" - بهذا الوعد الجريء يخاطب فاراج ملايين البريطانيين المحبطين من فشل الحكومات المتعاقبة في حل أزمة الهجرة غير الشرعية. توم براون، عامل مصنع يبلغ من العمر 52 عاماً، يعبّر عن مشاعر الكثيرين: "فاراج هو المنقذ الوحيد لطبقة العمال البريطانية، لقد سئمنا الوعود الكاذبة من الأحزاب التقليدية."

هذا الصعود المتسارع ليس وليد اللحظة، بل ثمرة مسيرة طويلة بدأت عام 2006 عندما تولى فاراج زعامة حزب استقلال المملكة المتحدة. انتصاره التاريخي في استفتاء البريكست عام 2016 كان بمثابة زلزال سياسي، تبعه تأسيس حزب بريكست الذي اكتسح الانتخابات الأوروبية عام 2019. الآن، مع حزب "الإصلاح"، يبدو أن فاراج يكتب الفصل الأخير من ملحمته السياسية. الدكتور مايكل تومسون من جامعة أكسفورد يحذر قائلاً: "نحن أمام تحول ديمقراطي خطير قد يغيّر وجه بريطانيا إلى الأبد."

في الشوارع البريطانية، تتصاعد مشاهد مثيرة للجدل: أعلام بريطانية ترفرف على أعمدة الإضاءة، وصليب القديس جورج يُرفع دفاعاً عن "الهوية الوطنية". بينما تحتشد الحركات القومية خلف فاراج، تعيش أقليات البلاد حالة قلق متزايد. أحمد علي، طبيب سوري يعمل في النظام الصحي البريطاني، يعبر عن مخاوفه: "رغم أن الحزب يؤكد عدم معارضته لعمل الأطباء الأجانب، إلا أن خطاباته تخيفنا." سارة جونسون، ممرضة من دوفر، تقدم وجهة نظر مختلفة: "أصبحت أخاف السير ليلاً في حيي، نحتاج لمن يحمي أمننا."

مع اقتراب الانتخابات العامة المتوقعة قبل عام 2029، تقف بريطانيا على مفترق طرق تاريخي. إذا تحققت توقعات الاستطلاعات، فستصبح أول دولة أوروبية كبرى يصل فيها تيار يوصف بـ"اليمين المتطرف" إلى السلطة. هذا التطور لا يؤثر على بريطانيا وحدها، بل يرسل موجات صادمة عبر القارة الأوروبية بأكملها. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: إذا نجح فاراج في تحقيق المستحيل مرة أخرى، فمن سيكون التالي في أوروبا؟

اخر تحديث: 03 ديسمبر 2025 الساعة 05:05 مساءاً
شارك الخبر