الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الدولار بـ 1,632 ريال في عدن مقابل 540 في صنعاء - فجوة اقتصادية مرعبة تشطر اليمن!
صادم: الدولار بـ 1,632 ريال في عدن مقابل 540 في صنعاء - فجوة اقتصادية مرعبة تشطر اليمن!

صادم: الدولار بـ 1,632 ريال في عدن مقابل 540 في صنعاء - فجوة اقتصادية مرعبة تشطر اليمن!

نشر: verified icon مروان الظفاري 03 ديسمبر 2025 الساعة 02:15 مساءاً

في مشهد اقتصادي صادم يهز أركان اليمن، تكشف أرقام اليوم عن فجوة مرعبة تبلغ 1,092 ريال - هذا هو الفرق المذهل بين سعر الدولار الواحد في عدن مقابل صنعاء! في بلد واحد وبعملة واحدة، يمكن للمواطن في صنعاء شراء 3 دولارات بنفس المبلغ الذي يشتري به زميله في عدن دولاراً واحداً فقط. كل دقيقة تمر، يزداد هذا الانقسام الاقتصادي عمقاً، مهدداً بتمزيق النسيج الاقتصادي للبلد إلى الأبد.

في مشهد يكاد يكون سريالياً، سجل الدولار الأمريكي في عدن 1,632 ريالاً للبيع مقابل 540 ريالاً فقط في صنعاء - فارق يتجاوز 1,000 ريال لكل دولار واحد! أحمد الحاج، موظف حكومي في عدن، يروي مأساته: "راتبي 100 ألف ريال لا يكفي لشراء 60 دولار من السوق، بينما زميلي في صنعاء يشتري 185 دولار بنفس المبلغ." هذه الأرقام الصاعقة تكشف عن انهيار بنسبة 550% منذ 2017 عندما كان الدولار يساوي 251 ريالاً فقط.

منذ اندلاع الصراع في 2014، انقسم اليمن ليس فقط سياسياً وعسكرياً، بل نقدياً أيضاً، مما خلق واقعاً اقتصادياً مضطرباً يذكرنا بألمانيا المنقسمة حين كان للشرق والغرب عملات منفصلة. السيطرة الجغرافية المختلفة للأطراف المتنازعة والسياسات النقدية المتضاربة حولت البلد الواحد إلى اقتصادين منفصلين تماماً. د. عبدالرحمن الاقتصادي، محلل مالي، يحذر: "هذا الانقسام النقدي يهدد وحدة اليمن اقتصادياً أكثر من أي سلاح آخر."

تتفاقم معاناة ملايين اليمنيين يومياً جراء هذه الفجوة المرعبة التي تعقد التحويلات بين الأقارب في المنطقتين وتجعل التجارة شبه مستحيلة. فاطمة التاجرة، مستوردة من عدن، تصف الوضع: "أصبحت أحسب كل فلس قبل استيراد أي بضاعة، والخوف من تقلبات العملة يلاحقني في كل صفقة." رغم التحسن النسبي بنسبة 4.44% خلال العام الماضي، يتوقع الخبراء وصول سعر الصرف إلى 236.80 ريال خلال 12 شهراً - تحسن محتمل لكنه بطيء وغير كافٍ لحل الأزمة الجذرية.

هذه الفجوة التي تبلغ 3 أضعاف في العملة الواحدة تعكس عمق الأزمة اليمنية وتؤثر على ملايين المواطنين يومياً، مهددة بتحويل الانقسام المؤقت إلى واقع دائم. رغم بصيص الأمل في التحسن النسبي، يبقى السؤال المؤرق: هل سيشهد اليمن توحيداً نقدياً قريباً، أم أن هذا الانقسام المرعب سيصبح واقعاً دائماً يقسم البلد اقتصادياً إلى الأبد؟

شارك الخبر