في مشهد يحدث للمرة الأولى في تاريخ المنطقة، 259 مليار ريال - رقم فلكي يفوق ميزانيات دول بأكملها - ضخته المملكة العربية السعودية مباشرة في جيوب مواطنيها منذ انطلاق برنامج حساب المواطن. واليوم، في قرار تاريخي يغير حياة 9.8 مليون سعودي إلى الأفضل، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتمديد أكبر شبكة حماية اجتماعية في المنطقة مع زيادة استثنائية بنسبة 70% تستمر حتى نهاية 2026.
في توجيه ملكي عاجل صدر بناءً على رفع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تحولت حياة ملايين الأسر السعودية خلال ساعات. 720 ريالاً إضافياً للمستفيد الرئيسي شهرياً، و3 مليارات ريال تُضخ في الاقتصاد كل شهر، وأكثر من مليوني رب أسرة يتنفسون الصعداء أخيراً. "72% من المستفيدين حصلوا على دعمهم الكامل، ومتوسط دعم الأسرة وصل إلى 1475 ريالاً"، كما أكد عبد الله الهاجري مدير عام التواصل للبرنامج، بينما تمتلئ المنازل بالفرح وتخطط الأمهات للمستقبل بثقة لم يشهدنها منذ سنوات.
هذا القرار الثوري ليس مجرد زيادة أرقام، بل إعادة تعريف جذرية لمفهوم العدالة الاجتماعية في المنطقة. برنامج حساب المواطن، الذي انطلق كجزء من رؤية السعودية 2030 الطموحة، يحول المملكة إلى نموذج عالمي في الحماية المجتمعية. يذكرنا هذا التوجيه بالمواقف التاريخية للدولة السعودية في دعم مواطنيها، لكن بحجم وتقنية القرن الواحد والعشرين. خبراء التنمية الاجتماعية يؤكدون أن هذا البرنامج سيصبح نموذجاً يُحتذى به إقليمياً وعالمياً، كالمطر الذي يروي الأرض الجافة، ينعش الحياة في كل بيت يصله.
في البيوت السعودية الليلة، تتغير معادلات الحياة بشكل جذري. أم فهد، الأرملة التي لديها أربعة أطفال والتي كانت تكافح لتوفير أساسيات المعيشة، تحصل الآن على 2200 ريال شهرياً تمكنها من التنفس بارتياح والتخطيط لمستقبل أفضل لأطفالها. محمد العتيبي، الموظف براتب متواضع، أصبح قادراً على ادخار جزء من راتبه لأول مرة منذ سنوات بفضل دعم إضافي. هذه الزيادة الاستثنائية بنسبة 70% كالرياح القوية التي ترفع الطائرة، تدفع بملايين الأسر نحو مستوى معيشي أفضل بقوة وسرعة، مع تحفيز الاقتصاد المحلي وتحسين المؤشرات الاجتماعية وتقوية النسيج المجتمعي.
اليوم، تكتب السعودية فصلاً جديداً في قصة الرعاية الاجتماعية الحديثة، وتضع نفسها كرائدة في العدالة الاجتماعية على مستوى المنطقة والعالم. على المستحقين المسارعة للتسجيل، وعلى الأسر استثمار هذا الدعم التاريخي في بناء مستقبل أفضل لأجيالها القادمة. هل ستكون هذه اللحظة نقطة التحول الحقيقية في تاريخ العدالة الاجتماعية العربية؟ الجواب في أيدي 9.8 مليون مستفيد يكتبون اليوم قصة جديدة للأمل والكرامة.