في تطور صادم هز الجنوب اليمني, تواجه مدينة عدن بمليوني نسمة كارثة كهربائية حقيقية بعد سيطرة قوات حضرموت على شركة بيترومسيلة النفطية. الساعة 1:00 فجر الاثنين - آخر لحظة سُجلت فيها أحمال كهرباء عدن قبل دخول المدينة في نفق مظلم قد يستمر أسابيع. مصادر مؤسسة الكهرباء تحذر: "48 ساعة قد تفصل العاصمة الجنوبية عن انقطاع كامل للكهرباء" - وسط حر عدن الخانق.
في تفاصيل صادمة تكشف حجم الكارثة, أكدت مصادر مطلعة في مؤسسة كهرباء عدن أن سيطرة قوات عمرو بن حبريش على شركة بيترومسيلة يوم السبت 29 نوفمبر انعكست فوراً على إمدادات الوقود. "الوقود يأتي منها بالكامل، وأي انقطاع سينعكس مباشرة على المدينة", يقول مهندس في المؤسسة رفض الكشف عن اسمه. أم محمد، ربة بيت في كريتر، تروي معاناتها: "الطعام يفسد، والأطفال لا يستطيعون النوم من الحر الشديد." المنطقة العسكرية الثانية وصفت الاقتحام بـ"التصعيد الخطير" - إنذار مبكر لكارثة أكبر قادمة.
خلف هذه الأزمة تكمن لعبة سياسية معقدة تُستخدم فيها الكهرباء كسلاح حرب، تماماً كما حدث في حصار بيروت عام 1982. الصراع بين حلف قبائل حضرموت والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً على السيطرة على الموارد النفطية يضع مليوني مواطن في عدن كرهائن للسياسة. د. سالم الحضرمي، خبير الطاقة، يحذر: "عدن بدون كهرباء كالجسد بلا روح - والانهيار الكامل للشبكة وارد خلال 48 ساعة." التاريخ يعيد نفسه: منذ بداية الحرب، تعاني عدن من أزمات كهرباء متلاحقة، لكن هذه المرة الوضع مختلف تماماً.
في شوارع عدن المظلمة ليلاً, تتضاعف معاناة المواطنين مع كل ساعة تمر. خالد التاجر في المعلا اضطر لإغلاق متجره: "لا يمكن تشغيل الثلاجات، والبضائع تتلف." المستشفيات تعمل على المولدات الاحتياطية، والمدارس تواجه صعوبة في استكمال العام الدراسي. العرق يتساقط من الوجوه المتعبة، ورائحة دخان المولدات الخاصة تملأ الأحياء. السيناريو الأسوأ: استمرار الحصار أشهراً قد يؤدي لنزوح سكاني جماعي من المدينة. الفرصة الوحيدة: الاستثمار العاجل في الطاقة الشمسية كبديل طوارئ.
أزمة الكهرباء في عدن باتت رهينة الصراعات السياسية في حضرموت، والمواطن البسيط يدفع الثمن غالياً من راحته وصحته ومعيشته. النصيحة الوحيدة للمواطنين: تخزين المياه والأطعمة غير القابلة للتلف، واستخدام البطاريات. السؤال المصيري الذي يحير الجميع: هل ستصمد عدن في وجه ظلام قد يدوم أشهراً، أم أن النهاية الحقيقية للعاصمة الجنوبية قد بدأت؟