في تطور عاجل يهز الأوساط التعليمية، تبقى أقل من 17 يوماً فقط أمام آلاف الطلاب السعوديين للتسجيل في أكبر فرصة تعليمية مجانية هذا العام. المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تعلن رسمياً عن إغلاق باب التقديم للبرامج الصباحية في الأول من محرم 1447هـ، بينما تتقلص النوافذ أمام المتردّدين. الخبراء يحذرون: كل دقيقة تأخير تقلل من فرصك في الحصول على مقعد دراسي قد يغير مجرى حياتك إلى الأبد.
أحمد الخالدي، شاب في التاسعة عشرة من عمره، يروي لحظة اكتشافه للإعلان: "كنت أتصفح الإنترنت عندما صادفت الخبر، شعرت بقلبي يخفق بقوة... هذه فرصتي الذهبية لتحقيق حلم إنشاء شركتي التقنية الخاصة." وبينما تتسارع دقات الساعة، تشهد منصات التقديم الإلكترونية زيادة هائلة في عدد الزوار، حيث سجلت المنصة الوطنية للقبول الموحد ارتفاعاً بنسبة 400% في عمليات التسجيل خلال 48 ساعة الماضية. الأرقام تتحدث بوضوح: الطلب يفوق العرض بمراحل.
خلف هذا الإقبال المنقطع النظير تقف رؤية السعودية 2030 الطموحة، التي وضعت التعليم التقني في قلب التحول الاقتصادي الوطني. د. سعد العتيبي، خبير التوجيه المهني، يؤكد: "نشهد ثورة حقيقية في سوق العمل، الشركات تتسابق للحصول على خريجي التعليم التقني." الإحصائيات الرسمية تظهر نجاح الدفعات السابقة في الحصول على وظائف مرموقة بنسبة 95% خلال ستة أشهر من التخرج، مقارنة بـ 60% فقط لخريجي التخصصات التقليدية.
أم محمد، والدة طالب ثانوي، تعبر عن مشاعرها المختلطة: "أشعر بالحماس والقلق في نفس الوقت، الفرصة عظيمة لكن المنافسة شديدة." التقديم للبرامج المسائية والمعاهد الصناعية أكثر إثارة، حيث تنحصر في 4 أيام فقط ابتداءً من 25 محرم. مدير إحدى الشركات التقنية الرائدة يكشف: "نحن بحاجة ماسة لهذه الكوادر، راتب المتخصص التقني المبتدئ اليوم يفوق راتب خريج الجامعة بخبرة 3 سنوات." الأرقام مذهلة: متوسط راتب خريج التعليم التقني يبدأ من 8,000 ريال شهرياً.
الرسالة واضحة كوضوح الشمس: المستقبل لمن يتحرك اليوم. البرامج المتاحة تشمل تخصصات حيوية في الذكاء الاصطناعي والروبوتات والطاقة المتجددة، مجالات يتوقع الخبراء أن تشهد نمواً هائلاً خلال السنوات القادمة. التسجيل الإلكتروني متاح عبر منصتين موثوقتين، والعملية لا تستغرق أكثر من 15 دقيقة. السؤال الآن: هل ستكون من الذين اغتنموا هذه الفرصة الذهبية، أم من الذين سيندمون على تأخيرهم عندما تُغلق الأبواب نهائياً؟
