الرئيسية / شؤون محلية / حادث جدة المؤلم: 10 شباب مصريين يفقدون الحياة في تصادم... قرى الفيوم تنعى أبناءها
حادث جدة المؤلم: 10 شباب مصريين يفقدون الحياة في تصادم... قرى الفيوم تنعى أبناءها

حادث جدة المؤلم: 10 شباب مصريين يفقدون الحياة في تصادم... قرى الفيوم تنعى أبناءها

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 28 نوفمبر 2025 الساعة 10:05 مساءاً

في لحظة واحدة فقط، تحولت أحلام 10 أسر مصرية من قرى الفيوم إلى كابوس أبدي، عندما ابتلع طريق جدة أرواح أبنائها في تصادم مروع مع شاحنة ثقيلة. صباح الاثنين لم يعد أحد منهم ليخبر زوجته أنه بخير، ولم تعد هواتفهم ترن في بيوت انتظرتهم بفارغ الصبر. الآن... في هذه اللحظة، آلاف العمال المصريين الآخرين معرضون لنفس المصير على طرق السعودية المزدحمة.

التفاصيل المؤلمة تكشف أن السيارة التي كانت تقل العمال العشرة اصطدمت بشاحنة ثقيلة على أحد طرق جدة المزدحمة، في حادث لم ينج منه أي من الركاب. سبع قرى مختلفة في محافظة الفيوم فقدت أبناءها دفعة واحدة: نقاليفة، الرافعي، أبو ناعورة، السعيدية، كفر فزارة، وعزبة عبدالعليم إبراهيم. "بمجرد تلقي البلاغ انتقلت الفرق المختصة إلى موقع الحادث" حسبما أكدت إدارة مرور جدة، لكن الأوان كان قد فات. أم أحمد عبدالعليم من قرية نقاليفة، التي كانت تنتظر عودة ابنها بالمال لعلاج والده المريض، لا تزال ترفض تصديق النبأ.

هذه ليست المرة الأولى التي تدفع فيها العمالة المصرية ثمناً باهظاً لكسب الرزق في بلاد الغربة. آلاف المصريين يعملون في ظروف صعبة ويقضون ساعات طويلة على طرق السعودية المزدحمة، معرضين أنفسهم لمخاطر يومية لا تحصى. الدكتور محمود السلامة، خبير المرور، يحذر: "هذه الحوادث تتكرر بسبب إهمال إجراءات السلامة وعدم وجود حماية كافية للعمال". عبدالرحمن سعيد من قرية الرافعي، أحد الضحايا، كان يوفر المال لزواج أخته الشهر القادم - حلم لن يتحقق أبداً.

الصدمة انتشرت في قرى الفيوم بسرعة البرق، محولة بيوت الأفراح إلى مآتم. عشرات الأطفال باتوا أيتاماً، وزوجات شابات أصبحن أرامل في لحظة واحدة. صور الضحايا تنتشر على صفحات فيسبوك، وجوه شابة مبتسمة لن تعود إلى بيوتها أبداً. رائحة البخور تملأ بيوت العزاء، وأصوات النحيب تخترق صمت القرى التي اعتادت انتظار أبنائها كل مساء. السلطات السعودية والمصرية تعمل الآن على إنهاء إجراءات نقل الجثامين، وسط حالة ترقب مؤلمة من الأسر التي تريد احتضان أبنائها للمرة الأخيرة.

عشرة أرواح ضاعت في ثوانٍ، سبع قرى في حداد عميق، ومأساة كان يمكن تجنبها بإجراءات سلامة أفضل. التحقيقات مستمرة، والوعود بتحسين الظروف تتكرر، لكن السؤال المؤلم يبقى: كم عائلة أخرى ستفقد معيلها قبل أن نتحرك جدياً لحماية عمالتنا من مثل هذه المصائر المؤلمة؟

اخر تحديث: 28 نوفمبر 2025 الساعة 10:35 مساءاً
شارك الخبر