في تطور يهز أركان الكرة المصرية، كشف نبيل الكوكي المدير الفني للمصري البورسعيدي عن توقعاته المثيرة للجدل حول صراع الدوري الممتاز، مؤكداً أن 30 مليون قلب مصري ينبض على إيقاع منافسة ثلاثية غير مسبوقة بين الأهلي وبيراميدز والزمالك. ولأول مرة منذ عقود، تشهد الكرة المصرية منافسة حقيقية تكسر هيمنة القطبين التقليديين، مع 15 جولة فقط تفصلنا عن معرفة هوية الإمبراطور الجديد.
وفي تصريحات تلفزيونية عبر قناة النهار، فجر الكوكي مفاجأة بتأكيده أن الأهلي رغم تصدره يواجه تحدياً حقيقياً من بيراميدز، بينما وصف الزمالك بـ"الفريق الجيد رغم الأزمات". أحمد البيراميدي، مشجع يبلغ 28 عاماً، يروي حماسه: "أشعر أننا على أعتاب التاريخ، فريقي قد يحقق المستحيل". هذا الصراع الثلاثي، الذي يشبه معركة الملوك في العصور القديمة، يعكس تطوراً جذرياً في خريطة القوى المصرية.
والجذور التاريخية لهذا الصراع تعود إلى عقود من الهيمنة الثنائية، حيث اعتاد الأهلي والزمالك على تقاسم الألقاب دون منافس حقيقي. لكن الاستثمارات الضخمة في بيراميدز والتذبذب الواضح في أداء الزمالك غيّر قواعد اللعبة تماماً. د. محمد الشناوي، المحلل الكروي، يؤكد: "المنافسة هذا الموسم الأقوى منذ سنوات، وميزانية بيراميدز تضاهي ميزانيات أندية أوروبية متوسطة". والمقارنة مع مواسم سابقة تكشف أن هذا الصراع يحمل طعماً مختلفاً ونكهة جديدة.
وعلى أرض الواقع، يعيش محمد الزملكاوي البالغ 35 عاماً حالة من الإحباط، قائلاً: "مشجع زمالك منذ الطفولة، لكن الأزمات الحالية تقتل الشغف". في المقابل، يتأثر المزاج العام للمواطنين بنتائج فرقهم، حيث تمتلئ المقاهي والشوارع بالنقاشات الحامية. تأثير هذا الصراع يمتد إلى الحياة اليومية، من ارتفاع أسعار التذاكر إلى زيادة الاستثمارات الرياضية، بينما يحذر الخبراء من مخاطر التعصب المفرط الذي قد يشوه جمال المنافسة الرياضية.
ومع اقتراب الجولات الحاسمة، يبدو أن الكرة المصرية على أعتاب عهد جديد قد يُعيد كتابة التاريخ. الفرص الاستثمارية تتزايد، والجماهير تترقب بشغف، والأندية تستعد لمعركة قد تحدد ملامح العقد القادم. فهل نشهد ميلاد إمبراطور جديد يكسر عرش القطبين التقليديين، أم ستعود الأمور لطبيعتها المعهودة؟