في أقل من 15 دقيقة، تحول مطعم شعبي بميدان الألف مسكن إلى كابوس ناري يهدد حياة آلاف السكان في عين شمس، قبل أن تتدخل فرق الحماية المدنية في معجزة حقيقية تجنبت القاهرة كارثة محققة. 3 سيارات إطفاء و صفر إصابات - هذا هو المحصلة النهائية لحريق كاد أن يتحول إلى مأساة وسط واحدة من أكثر مناطق العاصمة ازدحاماً.
اندلعت النيران بشكل مفاجئ في المطعم الشعبي، وانتشرت مثل الوحش الجائع يلتهم كل شيء في طريقه، بينما تصاعد الدخان الأسود الكثيف مخترقاً سماء عين شمس. أحمد محمود، صاحب المطعم الخمسيني، شاهد مصدر رزقه الوحيد يحترق أمام عينيه وهو يردد بحسرة: "20 سنة عمل اختفت في دقائق معدودة". النقيب محمد علي، قائد فريق الإطفاء الذي وصل في الدقائق الأولى، وصف المشهد: "لولا سرعة استجابة الأهالي في الإبلاغ لكانت الكارثة أكبر بكثير".
هذا الحريق يذكرنا بسلسلة حوادث مشابهة شهدتها المناطق الشعبية في القاهرة خلال السنوات الأخيرة، حيث تتكرر حرائق المطاعم بسبب إهمال الصيانة الدورية للمعدات واستخدام أسطوانات الغاز دون معايير أمان كافية. د. سامح الشربيني، خبير السلامة المهنية، يحذر من خطورة الوضع قائلاً: "كثافة العمل في هذه المطاعم والاعتماد على معدات قديمة يجعلها قنابل موقوتة". التحقيقات الأولية تشير إلى احتمال حدوث عطل في معدات المطبخ، لكن السبب الدقيق مازال قيد البحث.
فاطمة أحمد، إحدى الجيران التي شاهدت اللحظات الأولى للحريق، تروي بصوت مرتجف: "سمعنا صوت انفجار صغير ثم رأينا النيران تخرج من النافذة". الحادثة تثير تساؤلات جدية حول أمان المطاعم الشعبية في المناطق المكتظة، خاصة مع توقع الخبراء تشديد الرقابة على معايير السلامة. أصحاب المطاعم المجاورة يعيشون الآن حالة من القلق والترقب، بينما تزداد التكاليف المتوقعة لتطبيق معايير الأمان الجديدة. رغم ذلك، تفتح الأزمة فرصاً ذهبية للشركات المتخصصة في أنظمة الإطفاء وأجهزة الإنذار المبكر.
حريق اليوم تم السيطرة عليه دون إصابات، لكن السؤال الأهم يبقى حول جديّة تطبيق معايير الوقاية قبل وقوع الكارثة. المناطق الشعبية في القاهرة تحتاج مراجعة شاملة وعاجلة لأنظمة السلامة، وعلى أصحاب المطاعم إجراء فحص فوري لمعداتهم. هل سنشهد حوادث أخرى أم ستكون هذه نقطة تحول حقيقية لحماية أرواح المصريين؟
