في تطور اقتصادي مذهل هز الأسواق اليمنية، ارتفعت أسعار الذهب بما يعادل راتب موظف حكومي كامل في 24 ساعة فقط! سجلت المعادن النفيسة قفزة تاريخية بقيمة 4,117 ريال يمني، بينما تحلق الأونصة عالمياً إلى مستوى 4,200 دولار في انفجار سعري لم تشهده الأسواق منذ سنوات. المستثمرون في حالة هرولة، والأسعار تكسر الأرقام القياسية كل ساعة... فهل نشهد بداية ثورة ذهبية حقيقية؟
تفاصيل الزلزال الاقتصادي تكشف عن ارتفاع مروع بنسبة 1.05% خلال يوم واحد، ليصل سعر الأونصة إلى 990,253 ريال يمني - رقم يكفي لشراء سيارة مستعملة أو دفعة أولى لشقة صغيرة. سالم الحكيمي، تاجر ذهب من عدن، يروي انفعاله: "اشتريت كمية كبيرة قبل أسبوع وحققت أرباحاً تزيد عن 15%، لم أتوقع هذا الجنون!" بينما تتراقص أسعار العيارات المختلفة، يسجل عيار 24 قيراطاً 133.6 دولار للغرام، وعيار 22 يحطم حاجز 122.5 دولار في مشهد يشبه صاروخاً ينطلق نحو الفضاء.
الخلفية المرعبة لهذا الانفجار السعري تكمن في توقعات خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما أشعل حمى استثمارية عالمية تشبه ما حدث خلال أزمة 2008 المالية. د. أحمد الوائلي، خبير الاقتصاد، يحذر: "هذا الارتفاع مجرد البداية، توقعوا المزيد خلال الأسابيع القادمة مع تفاقم التوترات الجيوسياسية العالمية." السوق العالمي يشهد قفزة 0.85% في مستهل التعاملات، مدفوعاً بموجة من القلق والطمع تجتاح أروقة وول ستريت وتصل صداها إلى أقاصي اليمن.
التأثير المدوي على الحياة اليومية يضرب كل بيت يمني، حيث تواجه أم محمد من صنعاء صدمة مؤلمة: "كنت أخطط لشراء سوار ذهبي لابنتي بمناسبة زفافها، لكن الارتفاع المفاجئ جعل حلمها يتبخر." فايز المطري، صائغ من تعز، يصف الجنون: "الزبائن يتصلون كل ساعة يسألون عن الأسعار، الجميع في حالة ترقب مشحونة بالقلق والأمل." ارتفاع تكلفة المهور والمجوهرات يهدد بتأجيل مناسبات سعيدة، بينما يحتفل أصحاب الذهب بثروات غير متوقعة تتراكم في خزائنهم كل دقيقة تمر.
مع استمرار الأسعار في التحليق نحو آفاق جديدة، يقف المستثمرون أمام مفترق طرق محفوف بالفرص والمخاطر. الخبراء يتوقعون وصول الأونصة إلى 4,500 دولار، بينما يحذرون من فقاعة قد تنفجر فجأة وتبتلع المدخرات. نصيحة ذهبية للجميع: راقبوا الأسعار، ادرسوا السوق بعناية، واستثمروا بحكمة لا بعاطفة. السؤال الذي يحير الجميع الآن: هل نشهد فعلاً بداية عصر ذهبي جديد، أم أننا نقف على حافة فقاعة اقتصادية على وشك الانفجار؟
