الرئيسية / شؤون محلية / تاريخي: الأمير سعود بن نايف يفتتح جسر الـ15 كيلومتر الذي حوّل صفوى ورأس تنورة لجنة عائمة!
تاريخي: الأمير سعود بن نايف يفتتح جسر الـ15 كيلومتر الذي حوّل صفوى ورأس تنورة لجنة عائمة!

تاريخي: الأمير سعود بن نايف يفتتح جسر الـ15 كيلومتر الذي حوّل صفوى ورأس تنورة لجنة عائمة!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 27 نوفمبر 2025 الساعة 11:50 مساءاً

في مشهد يخطف الأنفاس ويعيد تشكيل خريطة المنطقة الشرقية، شهدت مياه الخليج العربي الزرقاء لحظة تاريخية لن تُنسى، حين امتد جسر عملاق بطول 15 كيلومتراً كاملاً فوق أمواجها الهادئة، ليحول حلم سكان صفوى ورأس تنورة من مجرد أمنية بعيدة إلى حقيقة ملموسة تحت أقدامهم. الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود يقطع الشريط الأحمر معلناً ولادة عهد جديد، حيث تتحول رحلة الساعة الكاملة إلى نزهة عشر دقائق فقط.

وسط زغاريد الفرح وأصوات التكبير التي اختلطت مع صوت الأمواج المتلاطمة، تجمع أحمد المطيري، سائق التاكسي الخمسيني من صفوى، مع مئات السكان على ضفاف الجسر الجديد وعيناه تذرفان دموع الفرح: "45 دقيقة كل يوم كنت أقطعها للوصول لرأس تنورة، اليوم أصبحت 10 دقائق فقط!" هكذا انتهت معاناة استمرت سنوات طويلة، حين كانت الطرق المتعرجة تلتهم أوقات السكان وتستنزف طاقاتهم. الرقم الصادم: أكثر من 200 ألف ساعة شهرياً كان يضيعها سكان المنطقة في رحلات الذهاب والإياب، أما اليوم فقد تحررت كل هذه الساعات لتتحول إلى فرص ذهبية للعمل والإنتاج.

الجسر الجديد ليس مجرد شريان خرساني يعبر المياه، بل تحفة هندسية تشق طريقها بعناق رقيق بين أشجار المانجروف الخضراء التي تحرس الشواطئ منذ قرون، وكأنها تحكي قصة عشق أبدي بين الإنسان والطبيعة. الدكتور محمد البحراني، خبير هندسة الجسور، يؤكد أن هذا العملاق المعماري "مصمم لتحمل أقسى الظروف الجوية لمدة 100 عام قادمة"، مضيفاً أن تقنيات البناء المستخدمة تضع المملكة في مصاف الدول الرائدة عالمياً في هندسة الجسور البحرية.

ومع غروب الشمس الذهبي الذي يتراقص على صفحة المياه، تحولت ضفاف الجسر إلى مهرجان شعبي عفوي، حيث تسابق خالد الخليفي وزملاؤه الصيادون لإلقاء سناراتهم من النقاط الجديدة، بينما التقطت فاطمة العلي، المعلمة من رحيمة، أولى الصور التذكارية وهي تتطلع لمستقبل مشرق: "أستطيع الآن زيارة أهلي في صفوى كل يوم بدلاً من مرة واحدة أسبوعياً!" الأرقام تتحدث بوضوح: ارتفع متوسط الزيارات العائلية بنسبة 400% في اليوم الأول من افتتاح الجسر، وهو ما يعكس قوة الروابط الاجتماعية التي طال انتظارها.

وبينما تتراقص أشعة القمر على سطح الجسر ليلاً، تتسارع عقارب الساعة الاقتصادية في المنطقة بوتيرة متصاعدة. المهندس صالح الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجستية، الذي تابع المشروع خطوة بخطوة، يشير إلى أن هذا الإنجاز يمثل نقلة نوعية في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، مؤكداً أن المنطقة الشرقية تتجه لتصبح مركزاً اقتصادياً عالمياً بفضل مشاريع البنية التحتية الطموحة. الخبراء الاقتصاديون يتوقعون نمواً في فرص العمل بنسبة تتراوح بين 35-45% خلال العامين المقبلين، بينما تشهد أسعار العقارات المطلة على الجسر قفزات تاريخية تصل إلى 60%.

واليوم، وبعد سنوات من الترقب والأحلام، يقف الجسر شامخاً كرمز للعزيمة السعودية والإرادة التي لا تقهر، حاملاً في طياته وعوداً بمستقبل أكثر ازدهاراً ورفاهية لأهل المنطقة الشرقية. إنه ليس مجرد جسر يربط مدينتين، بل جسر يربط الأحلام بالواقع، والماضي بالمستقبل، والقلوب بالقلوب. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت مستعد لتكون جزءاً من هذا التحول التاريخي الذي يعيد تشكيل وجه المنطقة إلى الأبد؟

اخر تحديث: 28 نوفمبر 2025 الساعة 12:25 صباحاً
شارك الخبر