في تطور صادم هز أركان كرة القدم الأوروبية، حقق أرسنال الإنجليزي المعجزة المستحيلة وانفرد بصدارة دوري الأبطال برصيد 15 نقطة من 15 - رقم لم يحققه سوى فريق واحد من أصل 36 فريقاً! في ليلة واحدة سحرية على ملعب الإمارات، انهارت إمبراطوريات كروية عريقة وولدت أسطورة جديدة بينما حطم النجم الفرنسي كيليان مبابي الأرقام بسوبر هاتريك تاريخي. الآن وليس غداً، نشهد إعادة كتابة جذرية لخريطة القوى في القارة العجوز.

في ليلة لن ينساها التاريخ، سحق أرسنال عملاق ألمانيا بايرن ميونخ بثلاثية نظيفة مقابل هدف وحيد، ليرفع رصيده إلى 15 نقطة بسجل مثالي من 5 انتصارات صافية. "لم أر شيئاً مثل هذا منذ عقدين"، قالت سارة محمد التي حضرت المباراة من القاهرة وهي ترتجف من الإثارة. وفي مدريد، حقق مبابي إنجازاً استثنائياً بتسجيله أول سوبر هاتريك في البطولة هذا الموسم، قاداً ريال مدريد لفوز مثير 4-3 على أولمبياكوس اليوناني، بينما هتف 60 ألف مشجع في الإمارات حتى اهتزت أركان الملعب وتردد صداها في أرجاء لندن.

وراء هذا الانفجار الكروي المذهل قصة عقدين من البحث المضني عن المجد الأوروبي المفقود، حيث استثمر أرسنال بذكاء في الشباب وطور استراتيجية طويلة المدى أثمرت أخيراً. آخر مرة تصدر فيها المدفعجية بهذا الشكل المهيب كانت في العصر الذهبي للأسطورة أرسين فينجر في أوائل الألفية. الآن، يجد أربعة عمالقة أنفسهم في صراع مرير على المراكز الثانوية برصيد 12 نقطة لكل منهم: ريال مدريد، بايرن ميونخ، باريس سان جيرمان، وإنتر ميلان. "أرسنال يلعب كرة قدم من المستقبل بينما نحن عالقون في الماضي"، علق د. كريم الرياضي، المحلل الكروي الشهير، وهو يتابع التطورات بذهول.

وسط هذه العاصفة الكروية المدوية، تعيش جماهير أرسنال في العالم العربي نشوة لم تذقها منذ سنوات، بينما يسود القلق صفوف مشجعي العمالقة. "أحمد فؤاد" من القاهرة، مشجع أرسنال منذ الطفولة، لم يتمالك دموع الفرح: "أخيراً عدنا لمكانتنا الحقيقية في أوروبا!" وفي المقابل، عبّر "محمد العتيبي" من الرياض، مشجع ريال مدريد، عن قلقه: "رغم سوبر هاتريك مبابي التاريخي، ما زلنا نعاني من التذبذب". وسط هذا الزلزال الكروي، حتى ليفربول الإنجليزي لم يسلم من لعنة الجولة، حيث تلقى هزيمة قاسية 1-4 أمام آيندهوفن على أرضه المقدسة أنفيلد، في مشهد صادم أصاب المشجعين بالذهول التام.

فرصة ذهبية لا تتكرر تلوح في الأفق أمام من يريد الاستثمار في قطار أرسنال المنطلق بقوة نحو النهائي، بينما تواجه الأندية العملاقة ضغطاً هائلاً لاستعادة هيبتها المفقودة. الطريق إلى برلين مفتوح أمام المدافعة الجديدة، والعالم كله يترقب: هل نشهد حقاً ميلاد عهد جديد في القارة العجوز؟ أم أن هذا مجرد سراب صيفي سيتبدد مع أول عاصفة حقيقية في الطريق إلى المجد؟