في تطور صادم يعيد تشكيل خارطة الصناعة العالمية، كشف بندر الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، عن السر وراء ضخ استثمارات ضخمة تقدر بـ 350 مليون ريال في خطوة واحدة فقط، ليحول المملكة إلى ثاني أكبر مركز عالمي لتصنيع التشبس. من مستورد للتقنيات إلى قائد للابتكار الصناعي، السعودية تعيد كتابة قواعد اللعبة بينما العالم يراقب بذهول.
الكشف جاء خلال لقاء حصري مع العربية بيزنيس، حيث أوضح الوزير كيف استطاعت المملكة تحويل التحديات الصناعية إلى فرص ذهبية تقدر بمئات الملايين. "المملكة أثبتت جدية عالية في التعامل مع التحديات وحل المشكلات بالتعاون مع القطاع الخاص"، قال الخريف، مشيراً إلى أن التركيبة السكانية الشبابية التي تشكل أكثر من 70% من المجتمع السعودي كانت السلاح السري. سارة، المهندسة السعودية الشابة التي حصلت على وظيفة مرموقة في مصنع بيبسيكو الجديد براتب 15 ألف ريال شهرياً، تقول بفخر: "كنت أحلم بهذه الفرصة، والآن أصبحت جزءاً من ثورة صناعية حقيقية".
ما يحدث اليوم لم يكن مجرد صدفة، بل نتيجة استراتيجية محكمة بدأت مع إطلاق رؤية المملكة 2030. مثلما قادت بريطانيا الثورة الصناعية الأولى في القرن الثامن عشر، تقود السعودية الثورة الصناعية الرابعة في القرن الحادي والعشرين. البنية التحتية الرقمية الضخمة، تعزيز قطاع الاتصالات، وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر منصة "سدايا" - كلها عوامل تضافرت لخلق هذه المعجزة الصناعية. د. محمد، خبير الصناعات الغذائية، يؤكد: "ما تفعله السعودية ثورة حقيقية ستغير خارطة الصناعة في المنطقة خلال العقد القادم".
التأثير لا يقتصر على الأرقام المذهلة فحسب، بل يمتد إلى حياة المواطنين اليومية. عبدالله، مزارع البطاطس في الأحساء، يروي معجزته الشخصية: "كنت أبيع البطاطس بـ100 ريال للطن، الآن أبيعها بـ300 ريال لمصانع التشبس - حياتي تغيرت تماماً". هذا التحول ليس مجرد قصة نجاح فردية، بل مؤشر على موجة اقتصادية عارمة تخلق آلاف الفرص الاستثمارية. الخبراء يتوقعون أن تكون هذه مجرد البداية، مع توقعات بنمو الاستثمارات الصناعية لتصل إلى مليارات الريالات خلال السنوات القادمة، مما يضع المملكة في مرتبة الدول الصناعية العظمى.
بينما تقرأ هذا الخبر الآن، تتشكل خارطة جديدة للاقتصاد العالمي أمام عينيك. السعودية لم تعد مجرد مصدر للنفط، بل قوة صناعية صاعدة تتحدى العمالقة التقليديين. الفرص الاستثمارية متاحة الآن، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون جزءاً من هذا التحول التاريخي الذي سيعيد تعريف مفهوم الصناعة في المنطقة، أم ستكتفي بالمشاهدة بينما يحصد الآخرون ثمار هذه الثورة الصناعية الجديدة؟