في تطور زلزالي يهز أركان العالم الإسلامي، تقف المملكة العربية السعودية على أعتاب قرار تاريخي قد يكسر حاجزاً صمد لمدة 73 عاماً متواصلة - إنهاء حظر الكحول نهائياً. وفي مفارقة صادمة تكشفها دراسة طبية سرية، فإن 77% من المواطنين السعوديين يتناولون الكحول فعلياً رغم الحظر المطلق، بينما يستهلك 20% منهم الكحول يومياً في صمت مطبق. الساعات القادمة قد تحمل إعلاناً يقلب موازين التاريخ رأساً على عقب.
تسرّبت تفاصيل مثيرة من داخل أروقة شركة أرامكو في الظهران، حيث يؤكد خالد البلوي، العامل في المجمع، وجود تحضيرات فعلية لافتتاح أول متجر كحول رسمي منذ عقود. "رأيت بعيني التجهيزات والتراخيص المعلقة على الجدران"، يهمس خالد بصوت مرتجف. وبحسب تقارير رويترز وبلومبيرغ، فإن متاجر مماثلة ستفتح أبوابها قريباً في جدة والدمام، مستهدفة في البداية الدبلوماسيين الأجانب وغير المسلمين. د. عبدالله الراشد، أستاذ علم الاجتماع، يحذر قائلاً: "هذا التسارع في التغييرات دون تهيئة اجتماعية كافية قد يؤدي إلى انفجار اجتماعي لا يمكن السيطرة عليه."
الجذور العميقة لهذا القرار الزلزالي تمتد إلى رؤية 2030 الطموحة للأمير محمد بن سلمان، الساعي لتحويل المملكة من اقتصاد نفطي أحادي إلى مركز عالمي للسياحة والاستثمار. كما كُسرت حواجز قيادة المرأة والسينما والحفلات الموسيقية تدريجياً، يبدو أن المحرم الأخير على وشك السقوط. التحضيرات لاستضافة كأس العالم 2034 تضغط باتجاه تسريع هذه التحولات، حيث تستهدف المملكة جذب 50 مليون سائح سنوياً. خبير اقتصادي بارز يؤكد لـ"يورونيوز": "هذا مجرد البداية، موجة تحولات جذرية أكبر قادمة ستعيد تشكيل هوية المملكة بالكامل."
في بيوت الرياض وشوارع جدة، تتصاعد همسات التساؤل والقلق حول ما يعنيه هذا التحول للحياة اليومية. سارة المطيري، المستثمرة الشابة في القطاع السياحي، تفرك يديها بحماس: "هذه فرصة ذهبية لتحويل المملكة إلى دبي جديدة، الاستثمارات ستتدفق كالسيل." لكن على النقيض، يعيش أحمد العتيبي، المهندس الرياضي البالغ 34 عاماً، كابوساً حقيقياً بعد أن فقد وظيفته بسبب إدمان الكحول الذي حصل عليه بطرق غير شرعية. القرار الجديد قد يجعل مأساته قصة عادية بين آلاف أخرى. الدراسة الطبية في حائل تكشف أرقاماً مروعة: 83.3% من متناولي الكحول عانوا من فقدان الوعي، و70% واجهوا مشاكل صحية خطيرة في الكبد.
الآن، والمملكة تقف على مفترق طرق تاريخي بين الحفاظ على إرثها كموطن الحرمين الشريفين وتطلعاتها لمستقبل اقتصادي مزهر، يبقى السؤال المحوري معلقاً في الهواء كسحابة عاصفة: هل نشهد ولادة سعودية جديدة تماماً، أم أننا على أعتاب تآكل تدريجي لآخر معاقل التقليد في عالم يتغير بسرعة مخيفة؟ الإجابة ستحدد مصير 35 مليون مواطن ومكانة المملكة الروحية عند 1.8 مليار مسلم حول العالم.