في خطوة تاريخية هزت أوساط الطيران في المنطقة، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية عن زيادة 50% في رحلاتها على خط عدن-الرياض، مضيفة 28,080 مقعد إضافي سنوياً لخدمة آلاف المسافرين العالقين بين حلم السفر وواقع النقص المؤلم في الرحلات. القرار الجريء الذي اتخذته الشركة بإطلاق رحلة أسبوعية ثالثة كل خميس جاء كرد فعل عاجل على الطلب المتزايد الذي لم تعد الرحلات الحالية قادرة على تلبيته.
أحمد السالمي، مريض يمني من تعز، يروي معاناته: "كنت أنتظر شهرين كاملين للحصول على موعد رحلة للعلاج في الرياض، وكدت أفقد الأمل". هذا المشهد المؤلم يتكرر يومياً في مطار عدن، حيث يصطف المئات أمام مكاتب الحجز وهم يحملون حقائب محملة بالأحلام المؤجلة. صدام الجائفي، المدير الإقليمي للشركة في الرياض، أكد أن تشغيل طائرة إيرباص A320 الجديدة كل خميس سيحول هذا الكابوس إلى ذكرى مؤلمة، حيث تستوعب الطائرة الواحدة 180 راكب، مما يعني 156 رحلة إضافية سنوياً.
خلف هذا القرار الجريء تكمن حكاية نهوض من الرماد، فبعد سنوات من التوقف شبه الكامل للطيران اليمني، تعود اليمنية لتنافس بقوة في سماء كانت مهجورة. تحسن الوضع الأمني في عدن ودعم المملكة العربية السعودية للطيران اليمني خلق فرصة ذهبية لإعادة إحياء ما كان يُعرف في الستينات والسبعينات بـ"بوابة اليمن الجوية للعالم". ناصر محمود، رئيس مجلس إدارة اليمنية، يحلم بأكثر من ذلك، حيث كشف عن خطط لإضافة طائرة خامسة مع مطلع 2026، في إشارة واضحة لطموح لا يعرف السقف.
فاطمة العدنية، رائدة أعمال في مجال الاستيراد، تصف التغيير بكلمات مليئة بالامتنان: "أستطيع الآن زيارة عملائي في الرياض أسبوعياً بدلاً من التخطيط لرحلة كل شهرين". هذا التحول لا يمس حياة رجال الأعمال فحسب، بل يمتد ليشمل آلاف العائلات اليمنية التي تعتمد على العلاج في المملكة، والطلاب الذين يدرسون هناك، والعمال الذين يحلمون بلقاء أهلهم دون عناء انتظار طويل. التوقع بانخفاض أسعار التذاكر نتيجة زيادة العرض يبعث الأمل في قلوب الآلاف الذين حولت الأسعار المرتفعة سفرهم إلى حلم بعيد المنال.
رحلة ثالثة تنطلق كل خميس، طائرة إيرباص جديدة تخترق السماء، وطموح لطائرة خامسة في الأفق القريب - هذه ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل قصة نهوض حقيقية تُكتب في سماء المنطقة. التذاكر متاحة الآن للحجز، والمقاعد محدودة أمام إقبال متوقع أن يكسر كل الأرقام القياسية. هل تشهد عدن عودة مجدها كمطار محوري في المنطقة؟ الإجابة تطير معنا كل خميس في رحلة تحمل أحلام شعب بأكمله نحو المستقبل.