في تطور مأساوي هز قلوب الآلاف، لقي مهندس مصري شاب مصرعه مع زوجته وطفلهما الرضيع البالغ من العمر 7 أشهر فقط في حادث سير مروع بمدينة مكة المكرمة. ثوانٍ معدودة كانت كافية لتحويل رحلة عادية إلى مأساة أبدية، والآن بينما تقرأ هذه الكلمات، عائلات مصرية أخرى تواجه نفس المخاطر على طرق الغربة.
المهندس أحمد عبد العليم السيد من قرية كفر العرب في بنها، فارق الحياة مع زوجته وطفلهما في تصادم عنيف بين سيارتين وسط شوارع المدينة المقدسة. "كان صديقًا للجميع في الدراسة والحياة، محبًا للدعابة والضحكة التي ميزت شخصيته" - هكذا وصف نجل عم المتوفى الفقيد، وهو يكافح دموعه أمام هول الصدمة. خالد السيد، الذي تلقى الخبر المؤلم، أضاف: "لم نتوقع أبدًا هذا المصير المأساوي لأحمد وعائلته الصغيرة".
الحادث ليس الأول من نوعه، حيث تشير الإحصائيات إلى أن مئات الآلاف من المصريين العاملين في السعودية يواجهون يوميًا مخاطر الطرق في ظل كثافة مرورية متزايدة وعوامل مناخية قاسية. كالشجرة التي اقتُلعت من جذورها، انتهت عائلة كاملة في لحظة واحدة، تاركة وراءها أحلامًا محطمة وآمالًا مدفونة تحت حطام المأساة. د. محمد الشريف، خبير السلامة المرورية، يحذر: "الحوادث في الطرق السريعة تزيد بنسبة 40% خلال فترات الذروة".
الآن، تعيش قرية كفر العرب حالة من الحزن العميق، بينما تتردد أصداء النبأ المؤلم في بيوت الجيران والأصدقاء. أم محمد، البالغة 28 عامًا، كانت ربة منزل تركت أحلامها وأهلها لتتبع زوجها للعمل، وها هي تعود إلى وطنها في تابوت. العائلات المصرية العاملة بالخارج تعيش اليوم قلقًا متزايدًا، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستكون هناك إجراءات حقيقية لتعزيز السلامة المرورية، أم أن الثمن سيبقى المزيد من الأرواح البريئة؟
كالبرق الذي يضرب فجأة، غيّر الحادث مصير عائلتين للأبد - عائلة الضحايا التي فقدت أعز ما تملك، وعائلة أخرى تعيش صدمة التسبب في هذه المأساة. الآن وقد طُويت صفحة حياة عائلة كاملة، يبقى السؤال الأهم: كم من العائلات ستدفع نفس الثمن المؤلم قبل أن نتعلم قيمة الحذر والسلامة على الطرق؟