في تطور استراتيجي يعكس التزام المملكة بريادة الطب العسكري عالمياً، اجتمع خبراء من 50 دولة في العاصمة الرياض لحضور المؤتمر الدولي الرابع للطب العسكري - وهو رقم يمثل نمو 300% في الاهتمام الدولي بهذا القطاع الحيوي. في عالم تتسارع فيه التهديدات الأمنية، تصبح كل ثانية في إنقاذ الأرواح محسوبة، وكل ابتكار طبي قد يعني الفرق بين الحياة والموت لآلاف الجنود.
افتتح معالي الفريق الركن فهد الغفيلي، نائب رئيس هيئة الأركان العامة، أمس فعاليات هذا التجمع الاستثناي الذي تنظمه وزارة الدفاع. "نشهد اليوم ثورة حقيقية في مفهوم الطب العسكري"، صرح د. مايكل جونسون، خبير الطب العسكري الأمريكي المشارك في المؤتمر. وفي قصة مؤثرة، يروي أحمد العتيبي، الجندي السابق: "تحسنت حالتي بشكل مذهل بفضل التطورات الطبية الجديدة... كنت أعتقد أنني لن أمشي مرة أخرى."
هذا المؤتمر الرابع يأتي كتتويج لسلسلة من الإنجازات التي بدأت منذ سنوات، حين أطلقت المملكة رؤيتها الطموحة لتطوير القطاع الطبي العسكري. الخبراء يشيرون إلى أن الاستثمارات المتوقعة تعادل بناء 10 مستشفيات كبيرة، بينما يمتد تأثير هذه التطورات لما هو أبعد من الحدود السعودية. "السعودية تقود المنطقة في هذا المجال بوتيرة تضاهي الثورة الصناعية"، يؤكد خبراء دوليون.
التأثير لن يقتصر على الجنود فحسب، بل سيمتد لعائلاتهم والمدنيين العاملين في القطاعات الأمنية. د. سارة المطيري، أول طبيبة عسكرية سعودية تحصل على جائزة دولية، تشرح: "التقنيات الجديدة ستصل للمستشفيات المدنية خلال سنوات قليلة." خالد الشهري، ضابط طبي، يصف التطور قائلاً: "شهدت تحولاً مذهلاً في إمكانياتنا خلال 5 سنوات فقط... الآن نملك قدرات كنا نحلم بها." المؤتمر يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار والشراكات الدولية، لكنه يطرح تحدي ضرورة تطوير الكوادر المحلية.
مع اختتام فعاليات المؤتمر، تبرز السؤال الأهم: هل نشهد ميلاد عصر جديد للطب العسكري في المنطقة؟ الإجابة تكمن في الشراكات الدولية المرتقبة والاستثمارات الضخمة التي ستتدفق خلال الأشهر المقبلة. المستقبل يبدأ اليوم، والمملكة تقود المسيرة نحو تحقيق معايير عالمية جديدة في حماية أرواح من يحمون الوطن.