في أقل من ساعتين، تحولت 500 كيلومتر مربع من براري حائل من اللون البني إلى أبيض ناصع، في مشهد ساحر لم تشهده المنطقة منذ 7 سنوات. "عرس البرد" حول الصحراء القاحلة إلى جنة بيضاء تحبس الأنفاس، والفرصة تذوب أمام أعينكم... فالبرد الاستثنائي ينتظركم لساعات قليلة فقط!
في مشهد يحبس الأنفاس، اكتست براري حائل بـ"الثوب الأبيض" بعد هطول كثيف للبرد حول المنطقة لوحة فنية طبيعية مذهلة. أكثر من 10,000 زائر تدفقوا في يوم واحد، بينما انتشر 15,000 مقطع فيديو على وسائل التواصل. أحمد العنزي، مصور طبيعة من حائل، تمكن من توثيق أجمل اللحظات وسط البراري البيضاء قائلاً: "إنه منظر لم أشهده في حياتي، كأن الله رسم لوحة فنية بيديه الكريمتين." درجة الحرارة انخفضت 15 درجة مئوية، والعائلات تركت كل شيء وسافرت مئات الكيلومترات لمشاهدة هذه المعجزة الطبيعية.
حائل، المعروفة بتنوعها المناخي الاستثنائي، تقدم مرة أخرى دليلاً قاطعاً على ثراء الطبيعة السعودية وتنوعها المدهش. التقاء كتل هوائية باردة نادرة مع الرطوبة المرتفعة في أجواء مثالية خلق هذه التحفة الطبيعية التي تذكرنا بثلوج تبوك الشهيرة وبرد الطائف الاستثنائي. د. سالم الحربي، خبير الأرصاد الجوية، أكد أن "هذه ظاهرة نادرة تتكرر كل عقد، نتيجة لتلاقي كتل هوائية استثنائية"، متوقعاً تكرار هذه الظاهرة مع تغيرات المناخ الإقليمية المستقبلية.
المشهد الخلاب غيّر خطط الآلاف من السعوديين وحولهم من روتين العمل الاعتيادي إلى مغامرين في قلب الطبيعة الساحرة. فاطمة الشمري، أم لثلاثة أطفال، شاهدت المنظر لأول مرة في حياتها وبكت من الفرح قائلة: "أطفالي لن ينسوا هذا اليوم أبداً، إنه أجمل درس في الطبيعة." حائل تتجه بقوة لتصبح وجهة سياحية مميزة للباحثين عن المعجزات الطبيعية، بينما يحذر الخبراء من ضرورة اتباع إرشادات السلامة والابتعاد عن الأودية الخطرة. بين منبهر بالجمال وقلق على السلامة وحالم بفرص استثمارية واعدة، تتضارب المشاعر حول هذا الحدث الفريد.
برد حائل الاستثنائي... ظاهرة طبيعية نادرة تحدث مرة كل عقد، فرصة سياحية ذهبية واعدة، وتذكير مهيب بعظمة الخالق وجمال أرض المملكة. هل ستصبح حائل قبلة عشاق الطبيعة والظواهر النادرة في المنطقة؟ احزم حقيبتك، اتبع إرشادات السلامة، واستعد لمشاهدة معجزة قد لا تتكرر قريباً... لكن احذر، جمال الطبيعة يأتي مع مسؤولية مقدسة لحمايتها للأجيال القادمة!
