في كشف صادم يهز الضمير، رصدت إدارات المرور في المملكة 2283 انتهاكاً صارخاً لكرامة الإنسان خلال أسابيع قليلة، حيث تجرأ أصحاب هذه المركبات على انتهاك الأماكن المقدسة المخصصة لذوي الإعاقة. الرقم المفزع يعني أن كل 6 دقائق تقريباً، يُحرم شخص من ذوي الإعاقة من حقه الأساسي في الوصول للمرافق العامة بكرامة.
عبدالله المحمدي، الرجل الكفيف البالغ من العمر 35 عاماً، يروي معاناته اليومية: "أصل للموقع وأجد سيارة عادية تحتل مكاني المخصص، فأضطر للبحث عن بديل بعيد وأواجه صعوبات مضاعفة". هذا المشهد يتكرر يومياً عبر 175 مخالفة تحدث في كل منطقة من مناطق المملكة الـ13، في انتهاك مباشر لحقوق فئة تشكل 7% من المجتمع السعودي.
الحملة الميدانية المستمرة تأتي ضمن جهود المملكة الجادة لتطبيق رؤية 2030 في دعم حقوق ذوي الإعاقة، لكنها كشفت عن أزمة أخلاقية صامتة تتجذر في ضعف الوعي المجتمعي. د. فهد العتيبي، خبير حقوق ذوي الإعاقة، يؤكد: "هذه الأرقام تعكس حجم التحدي الحقيقي الذي نواجهه في تغيير سلوك متجذر يضع الراحة الشخصية فوق حقوق الآخرين".
نورا السليم، أم لطفل من ذوي الإعاقة، تصف المعاناة بكلمات مؤثرة: "كل مرة أرى سيارة تحتل مكان ابني، أشعر وكأن أحدهم يسرق كرسي طفل مريض في المستشفى". الحملة المرورية تستهدف تحويل هذا الألم إلى أمل، حيث تشير النتائج المبدئية إلى تحسن ملحوظ في سلوك الركن مع زيادة الوعي بخطورة هذه المخالفات على حياة الآلاف من المواطنين والمقيمين.
رقم 2283 ليس مجرد إحصائية، بل 2283 قصة معاناة يومية تتطلب تدخلاً جماعياً لتغيير واقع مؤلم. الإدارة العامة للمرور تؤكد استمرار المتابعة الميدانية، داعية الجميع للتعاون في بناء مجتمع يحترم كرامة كل أفراده. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سنظل نسرق كرامة من يحتاجون دعمنا، أم سنكون جزءاً من الحل في بناء مجتمع أكثر إنسانية؟
