في تطور مذهل يعيد تشكيل مفهوم الخدمات الحكومية، ألغت المملكة العربية السعودية نهائياً الحاجة لزيارة المكاتب الرسمية لاستقدام الأقارب، محولة عقوداً من البيروقراطية المعقدة إلى نقرات بسيطة على الشاشة. ملايين المقيمين لن يضطروا بعد اليوم لقضاء ساعات في طوابير مرهقة، بعد إطلاق نظام رقمي ثوري يوفر 80% من الوقت المستهلك ويحول معاملة كانت تستغرق أسابيع إلى دقائق معدودة.
النظام الجديد، الذي يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، يتيح للمقيمين استقدام الأبوين والزوجة والأبناء بكفاءة مذهلة لم تشهدها المملكة من قبل. "هذا التطوير يعكس التزام المملكة برؤية 2030 وتحسين جودة حياة المقيمين"، كما أعلنت وزارة الخارجية السعودية. فاطمة الأردنية، مقيمة في الرياض، تروي تجربتها المذهلة: "استطعت استقدام والديّ خلال 3 أيام فقط بدلاً من 3 أسابيع، وأنا أجلس في منزلي!"
كان النظام السابق يمثل كابوساً حقيقياً للمقيمين، حيث كان أحمد المصري، مقيم منذ 15 عاماً، يقضي يومين كاملين شهرياً في المكاتب الحكومية لمتابعة طلب زيارة والدته. اليوم، بفضل رؤية المملكة 2030 الطموحة ومواكبة التطور التقني العالمي، تحولت هذه المعاناة إلى ذكرى من الماضي. كما نجحت المملكة في رقمنة الحج والعمرة، تحقق إنجازاً جديداً يضعها في مقدمة الدول رقمياً. د. محمد العتيبي، خبير الحكومة الرقمية، يؤكد: "هذا التحول يضع السعودية في مقدمة الدول في رقمنة الخدمات الحكومية".
التأثير على الحياة اليومية للمقيمين سيكون جذرياً، حيث سيحصلون على وقت أكثر مع الأسرة والعمل، وتقليل التوتر والضغط النفسي المرتبط بالمعاملات الحكومية. عبدالله الهندي، تقني معلومات، يصف دهشته: "لم أتخيل أن أقدم طلباً كاملاً من مكتبي في الدمام لاستقدام أهلي". الخبراء يتوقعون زيادة كبيرة في طلبات التأشيرات العائلية وتحسناً عاماً في رضا المقيمين، مع إمكانية تطبيق هذا النموذج الناجح على خدمات حكومية أخرى.
هذا النجاح الباهر مجرد البداية لتحول شامل في جميع الخدمات الحكومية السعودية، والمقيمون الأذكياء بدأوا بالفعل في الاستفادة من هذا التطور التقني الثوري. النظام متاح الآن على منصة التأشيرات الإلكترونية الرسمية، ويوفر فرصة ذهبية لاستقدام الأقارب بسهولة لم تكن متاحة من قبل. السؤال الآن: هل ستكون من أوائل المستفيدين من هذا الإنجاز، أم ستنتظر حتى يصبح الجميع خبراء فيه؟