في تطور مناخي استثنائي هز المملكة، سجلت منطقة أبها رقماً قياسياً جديداً بدرجة حرارة 5 مئوية فقط، لتتحول إلى أبرد بقعة في المملكة العربية السعودية وتنافس عواصم أوروبية في برودتها. المركز الوطني للأرصاد يؤكد: هذه بداية موجة صقيع تاريخية ستضرب 6 مدن سعودية خلال الساعات القادمة.
محمد العسيري، مقيم في أبها، يصف اللحظة: "استيقظت على صوت الرياح الباردة وقطرات الندى تغطي النوافذ، كان الهواء بارداً لدرجة أنني رأيت أنفاسي البيضاء تتصاعد أمامي." فيما تلتها خميس مشيط والقرى بـ6 درجات مئوية، بينما شهدت بيشة وطريف وحائل انخفاضاً إلى 8 درجات فقط، مما يعني أن 6 مدن سعودية دخلت رسمياً منطقة الصقيع الشتوي.
هذا الانخفاض الحاد في درجات الحرارة يأتي نتيجة تأثير كتل هوائية باردة قطبية اجتاحت المناطق الجبلية والشمالية للمملكة، مستغلة الارتفاعات الجبلية في منطقة عسير والموقع الجغرافي الاستراتيجي. د. عبدالله الأرصادي، خبير الطقس، يوضح: "هذه درجات حرارة طبيعية لهذا التوقيت من العام، لكن شدتها وانتشارها عبر 6 مدن متزامنة يجعلها حدثاً استثنائياً يستحق المتابعة."
التأثير على الحياة اليومية بدأ يظهر بوضوح، حيث شهدت متاجر الملابس الشتوية إقبالاً منقطع النظير، فيما ارتفع استهلاك الكهرباء للتدفئة بنسب ملحوظة. خالد المالكي من خميس مشيط استثمر الفرصة بذكاء: "بدأت ببيع المدافئ منذ أسبوع وحققت أرباحاً لم أتوقعها، الطلب جنوني والجميع يريد التدفئة." أما أم سعد، 65 عاماً من أبها، فتعبر عن قلقها: "البرد المفاجئ جعل التدفئة صعبة خاصة في ساعات الليل المتأخرة."
مع توقعات الخبراء باستمرار هذه الموجة الباردة لأسابيع قادمة، تتجه الأنظار نحو فرص تنشيط السياحة الداخلية للمناطق الباردة، بينما تتزايد التحديات المتعلقة بفواتير الكهرباء والاحتياجات الصحية لكبار السن والأطفال. الرسالة واضحة من المركز الوطني للأرصاد: جهزوا أنفسكم.. الشتاء الحقيقي وصل إلى قلب المملكة، والأسوأ لم يأتِ بعد.
