الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: طريق الموت يحصد مئات الأرواح يومياً... هل سيفتح منفذ حرض لإنقاذ ما تبقى من اليمنيين؟
عاجل: طريق الموت يحصد مئات الأرواح يومياً... هل سيفتح منفذ حرض لإنقاذ ما تبقى من اليمنيين؟

عاجل: طريق الموت يحصد مئات الأرواح يومياً... هل سيفتح منفذ حرض لإنقاذ ما تبقى من اليمنيين؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 19 نوفمبر 2025 الساعة 04:40 مساءاً

في مشهد مأساوي يتكرر يومياً، تتحول رحلة البحث عن لقمة العيش إلى مغامرة محفوفة بالموت، حيث يسقط مئات الضحايا شهرياً على طرق الموت البديلة بعد إغلاق منفذ حرض البري. هذا الإغلاق حول حياة الملايين من اليمنيين إلى جحيم يومي، فكل يوم تأخير في إعادة فتحه يعني أرواحاً جديدة تُزهق على دروب الخطر. الأمهات الثكلى يصرخن، والأسر تنتظر أخباراً قد لا تأتي أبداً.

أحمد محمد، أب لثلاثة أطفال في الخامسة والثلاثين من عمره، كان واحداً من مئات الضحايا الذين لقوا حتفهم على طريق الموت بحثاً عن فرصة عمل في المملكة. "لقد اضطررت لسلوك هذا الطريق رغم خطورته، فأطفالي يحتاجون الطعام وليس أمامي خيار آخر"، كانت آخر كلماته لزوجته عبر الهاتف. فاطمة أحمد، أم لمغترب آخر، تعبر عن قلقها: "نحن نعيش في رعب دائم على أبنائنا الذين يخاطرون بحياتهم يومياً، والنوم بات مستحيلاً".

كان منفذ حرض بمثابة شريان الحياة الاقتصادي والاجتماعي، مثل طريق الحرير القديم الذي ربط الحضارات، لكن إغلاقه جعل الوصول للسعودية كالعبور عبر حقل ألغام. د. عبدالله المهدي، خبير الشؤون الاقتصادية، يؤكد أن "إغلاق حرض يكلف الاقتصاد اليمني مليارات الريالات سنوياً، وفتحه سيحقق انتعاشاً اقتصادياً فورياً يطال آلاف الأسر". الصراع المستمر في اليمن أجبر السلطات على إغلاق هذا المعبر الحيوي، تاركاً المواطنين يواجهون مصيرهم وحدهم.

عائلة المغترب سالم علي تنتظر عودته منذ شهور دون أن تعرف مصيره، بينما تضطر آلاف الأسر الأخرى للعيش في قلق مستمر وانقطاع مصدر دخلها الرئيسي. برودة الليل في الصحراء وحرارة النهار الحارقة تزيد من معاناة المسافرين الذين يحملون أحلامهم وآمالهم على ظهورهم. فتح المنفذ ليس مجرد قرار إداري، بل فرصة ذهبية لإنقاذ الأرواح وإعادة الحياة لاقتصاد منهك، كما سيسهم في تعزيز العلاقات الأخوية بين اليمن والمملكة العربية السعودية.

إن الحاجة لفتح منفذ حرض ملحة كحاجة الغريق للأكسجين، والتأييد الشعبي الواسع يصطدم بالتردد السياسي الذي يجعل الملايين رهائن للحسابات الضيقة. على الأطراف السياسية في اليمن التعامل مع هذا الملف بمسؤولية وطنية، فقرار فتح المنفذ خطوة تاريخية ستُكتب بالحبر الأبيض في سجل التاريخ. كم من الأرواح ستُزهق قبل أن تتحرك الضمائر وتعيد لهذا الطريق صفته كطريق حياة وليس طريق موت؟

شارك الخبر