في تطور مفرح طال انتظاره، أعلن بنك عدن الإسلامي للتمويل الأصغر اليوم الثلاثاء بدء صرف مرتبات شهر سبتمبر 2025 للمعلمين في محافظتي أبين ولحج، بعد انتظار دام أشهراً عديدة. هذا الإعلان جاء كشعاع أمل لآلاف المعلمين الذين يواجهون ضغوطاً مالية متزايدة، في وقت تعاني فيه 19 محافظة أخرى من تأخير مستمر في صرف المرتبات.
يمكن للمعلمين الآن استلام مرتباتهم عبر ثلاث طرق سهلة ومريحة: فروع البنك المنتشرة في المحافظتين، شبكة عدن حوالة الواسعة، أو نقاط الصرف التابعة للبنك. "أحمد المعلم من مدرسة أبين الابتدائية لم يخف فرحته قائلاً: انتظرت هذا اليوم طويلاً، أطفالي بحاجة لمصاريف المدرسة ونحن مدينون بإيجار شهرين". هذا المشهد يتكرر عبر مدارس المحافظتين حيث يشعر المعلمون أخيراً ببعض الراحة النفسية.
يأتي هذا الصرف في إطار استمرار البنك في تنفيذ اتفاقيات سابقة مع الجهات الحكومية المعنية، بناءً على توجيهات الحكومة والبنك المركزي اليمني. وكان البنك قد نجح سابقاً في صرف مرتبات شهر أغسطس للمعلمين في محافظات عدن ولحج وأبين، مما عزز الثقة في قدرته على الاستمرار في هذه الخدمة الحيوية. د. محمد الاقتصادي، الخبير المصرفي، يؤكد أن "نظام صرف المرتبات عبر البنوك الخاصة أثبت فعاليته كحل مؤقت في ظل الظروف الاستثنائية".
التأثير الإيجابي لهذا الإعلان لا يقتصر على المعلمين فحسب، بل يمتد ليشمل عائلاتهم والمجتمع المحلي بأكمله. فاطمة المعلمة من لحج تصف المشهد: "رأيت طوابير المعلمين منذ الصباح الباكر أمام فروع البنك، وجوههم تشع بالأمل بعد شهور من القلق والترقب". هذا الصرف سيمكن الأسر من شراء الضروريات، دفع الديون المتراكمة، وتوفير احتياجات الأطفال التعليمية، مما يحفز النشاط الاقتصادي في المنطقة ويعيد بعض الحيوية للأسواق المحلية.
رغم هذا النجح المحدود، يبقى السؤال الأكبر معلقاً: متى ستحصل باقي المحافظات اليمنية على نفس الخدمة؟ المعلمون ينتظرون توسيع هذا النظام ليشمل جميع أنحاء البلاد، بينما يحرصون على استلام مرتباتهم في أقرب وقت ممكن تحسباً لأي تطورات مستقبلية. الأمل معقود على استمرار هذا التعاون بين البنك والجهات الحكومية لضمان استمرارية التعليم في البلاد.