في تطور مفصلي يبعث الأمل في قلوب آلاف الموظفين الحكوميين، أعلنت 6 مؤسسات حكومية صرف مرتباتها اليوم في خطوة تاريخية تنهي شهوراً من الانتظار المؤلم. رنين إشعارات البنوك على الهواتف حمل البشرى للآلاف من العائلات التي طال انتظارها، في مشهد يشبه قطرات المطر بعد الجفاف الطويل. الآن... الرواتب في الحسابات والأسواق تستعد لموجة انتعاش حقيقية قد تغير وجه الاقتصاد المحلي.
الهيئة العامة للمصائد السمكية في خليج عدن قادت هذه الانفراجة بإعلان صرف مرتبات شهر سبتمبر 2025 لجميع موظفيها عبر الإيداع الإلكتروني المباشر. فاطمة عبدالله، التي أشرفت على تنظيم عملية الصرف، نجحت في تنسيق إجراءات معقدة شملت 6 قطاعات مختلفة من الدفاع إلى الثقافة. أحمد محمد، موظف في مكتب الثقافة، لم يخف دموع الفرح وهو يقول: "انتظرت راتبي 4 أشهر كاملة... اليوم أستطيع أخيراً إكمال علاج والدتي."
هذا التحرك الحكومي المنسق يأتي بعد فترة مظلمة شهدت انقطاعاً مؤلماً في الرواتب نتيجة الأزمة الاقتصادية الطاحنة. د. محمد الحضرمي، الخبير الاقتصادي، يصف الوضع قائلاً: "هذا مؤشر إيجابي حقيقي على تحسن الوضع المالي للحكومة، لكن التحدي الأكبر هو الاستمرارية." القائمة تشمل مكاتب الصناعة والنقل والثقافة والإعلام والسياحة في أبين، بالإضافة لوحدات من وزارة الدفاع، في تنوع يعكس شمولية الإنجاز.
تأثير هذا القرار تجاوز الأرقام المصرفية ليصل إلى قلب الحياة اليومية للمواطنين. سعد علي، موظف في النقل، وصف لحظة وصول إشعار البنك: "شعرت وكأن حملاً ثقيلاً سقط من كتفي... أول شيء فعلته هو الاتصال بزوجتي لأبشرها." الأسواق المحلية تشهد بالفعل حركة غير مسبوقة، حيث عادت طوابير البنوك لتمتلئ بوجوه مبتسمة بدلاً من ملامح اليأس المعتادة. الخبراء يتوقعون انتعاشاً اقتصادياً فورياً، لكنهم يحذرون من ضرورة استثمار هذه النافذة الذهبية بحكمة.
مع انتشار موجة الارتياح عبر المحافظات الجنوبية، تبقى الأسئلة الكبيرة معلقة في الهواء. هل نشهد بداية عهد جديد من الانتظام المالي والاستقرار الحكومي، أم أن هذه مجرد هدنة مؤقتة قبل عاصفة اقتصادية جديدة؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة، لكن اليوم... آلاف العائلات تنام مطمئنة للمرة الأولى منذ شهور.